أحزابنا كرسوية , بمعنى أنها تسعى للتشبث بالسلطة , مهما كان الثمن , ولا يعنيها الشعب وحاجاته وحقوقه الإنسانية , المهم إقامتها في الكراسي , وإستحواذها على مقدرات البلاد والعباد.
ولهذا فأنها أحزاب ذات أعمار قصيرة , إذ تموت بطردها من السلطة , والأمثلة كثيرة على هذا السلوك المتكرر عبر الأجيال.
فلا توجد في مجتمعاتنا أحزاب وطنية جماهيرية ذات قدرة على البقاء والتجدد والتجذر في مسيرة الأجيال , كما يحصل في مجتمعات الدنيا التي فيها أحزاب ذات أعمار طويلة , وتتفاعل مع الشعب وفقا لقدراتها على تلبية حاجانه وإسعاده في بلاده.
ومما يُلاحظ أن الأحزاب في المجتمعات المتقدمة تتنافس في برامجها وسعيها لتوفير ما يحتاجه المواطنون , وما تمليه السيادة الوطنية والأمن في البلاد.
ولا تجد حالات أخرى ذات توجهات لا تخدم الوطن والمواطنين.
وهذه الحالة تجيب على أسئلة كثيرة , منها لماذا تتلاشى الأحزاب رغم أنها كانت في زمن سلطتها ذات شأن كبير؟
وفي بعض البلدان المخمورة بالكراسي تألفت عشرات الأحزاب التي تذوي عندما تبتعد عن السلطة , ويكون عمرها متناسبا طرديا مع مدى قدرتها على الإقتراب من السلطة , وبعضها حتى ولو تسلطت على البلاد والعباد لعدة عقود فأنها تنمحق حال ترجلها عن مواقعها.
فهل لدينا أحزاب ذات عمر مديد؟
وهل أحزابنا تلبي حاجاتنا الوطنية؟
إنها تساؤلات , والواقع يشير إلى أن أحزابنا مقرونة بالكراسي , وبدونها لا تستطبع الحياة!!
فهل عندنا أحزاب حقا؟!!