كثير من يخفي في طياته العداء والبغضاء للحكيم، من دون وجه حق، فعندما تسألهم عن السبب، يبادرك بجواب يشعرك انه ناجم عن جهل مفرط، لعدم معرفته بالحكيم وعائلته، أو تجده من أيتام البعث، اللذين كانت عقدتهم ال الحكيم، سعياً للأخذ بالثأر منه بغضاً لآبائه، الذين وقفوا بوجه نظام البعث الفاشي، او من سياسيي الصدفة أو ممن يرى إن تيار الحكيم منافساً قوياً له على الساحة العراقية، فيعمل على تحجيمه في المجتمع لمصالح شخصية وتيارية وفئوية، أو تجده ينتمي لبعض الأحزاب الإلحادية، التي تعد من آل الحكيم خصماً قوياً، وقفوا بوجه مشاريعهم الإلحادية، في ستينات القرن الماضي، فإمتلأت قلوبهم حقداً، على جده زعيم الطائفة الذي اطاح بأحلامهم الوردية بفتواه الشهيرة آنذاك.
عندما تريد إزاحةُ أحداً ما عن طريقك، لكي تجلب الأنظار إتجاهك، او تكون الشخص الاكثر قبولاً في الوسط الذي تعيشه، ماعليك الا ان تختار احد الطريقين، الاول ان تكون متميزاً من خلال ما تطرحه من مشاريع واقعية بعيدة عن المزايدات السياسية، والتلاعب بعواطف ومشاعر الناس، لتكون أفضل من منافسيك، أو تختار الطريق الأسهل والأقرب، وهو مهاجمة من تعتقده خصمك، بطرق متعدده: كتلفيق التهم الجزاف, والتحريف والتدليس, والإتهامات الباطلة، عن طريق الإعلام المأجور، لترسخ تلك المفاهيم في ذهن المتلقي، وبهذه الطريقة يمكن من تسقيط الخصوم في ساحة المنافسة، وهذا الأسلوب الدنيء الذي يستخدمه الفاشلون مع خصومهم، عندما يشعرون بأن بضاعتهم اصبحت كاسدة، ولا رواج لها في المجتمع.
عمار الحكيم الذي لا يحتاج المجتمع للتذكير بمن هو, ومن هي عائلته, وما هو تاريخهم، جده زعيم الطائفة الشيعية في زمانه, تاريخهم العلمي والجهادي الناصع, أوضح من شمس الضحى في كبد السماء الصافية, التضحية التي قدموها لا يزايدهم عليها احداً, الشهداء الذين قدموهم لو إجتمع كل ساسة العراق، بما قدموا من شهداء لم يتمكنوا من الإتيان بنصف العدد الذي قدموه ال الحكيم، هذه التضحية كفيلةً بتبيان اصل تلك العائلة المعطاء، عائلة العلم والجهاد.
بين الفينة والأخرى نشاهد هجوماً عنيفاً, يقوده الإعلام المأجور ضد الحكيم، هجوم يخفي في طياته البغضاء والكراهيه, مؤطراً بالكذب والتدليس, مزركشاً بالأحقاد, منمقاً بالبهتان والإفتراء، يقوده الغالبية بإتجاه الحكيم، الحكيم الذي منذ أن عرفناه لم يهاجم احداً, لا من قريب ولا من بعيد, لا يعادي احداً لا في السر ولا في العلن, فكثيراً ما يدعو للوحدة والتعايش السلمي بين ابناء الشعب الواحد, لم يتردد في الوقوف عند باب احداً ما، من اجل المصلحة العامة, مقبولاً عند الجميع, يحبه ويحترمه كل مراجع الدين في الداخل والخارج, يزورهم في السر بعيداً عن زهو الإعلام, لم يدخل الى اي دولة الا واستقبلوه استقبالاً رسمياً, يجلس بين قادة ورؤساء الدول محترماً معززاً مكرماً, لم يدخل لأي دولة من الدول سراً, أو يختلس ظلام الليل ليجلس خلف الأبواب المغلقة, لم يعتدي اتباعه في يوم من الايام على شرطي او جندي او مدني، انتقدهم او نال منهم في قول أو فعل, لم يضعوا متفجراً عند باب احد المواطنين إختلف معهم, لم يعتدوا على اي مقر لأي جهه سياسية لا تنسجم مع رؤيتهم, لم يمزقوا أو يحرقوا صورة شهيد خضب ارض العراق بدمه الطاهر.
إن المتابع لحركته وخطابه المعتدل، لايجده يختلف عن خطاب وإعتدال من سبقوه من ذويه, عندما تجلس بقربه وتستمع لحديثه، تتغير كل أفكارك إتجاهه، معتدلاً في حديثه, صلباً في قراره، يتحدث بإيمان راسخ لما يطرح ويتبنى، يمتلك نظرةً ثاقبة للمستقبل، يقرأ الأمور بوضوح، يستمع لأي شخص يبدي رأيه, لا يتزمت في قراراته، منذ ان ظهر على الساحة السياسية لم يُسمع انه هاجم أو نال أو إتهم احداً, على العكس من الأحزاب والحركات السياسية، التي تهاجمه بذاته تارة وتهاجم تياره تارةً اخرى، بالأكاذب والبهتان والتدليس، لكنك تجده صامداً صلباً بوجه تلك الرياح العاتية.
فهناك الكثير ممن يرى أن الحكيم وتياره هم الأقرب والانسب والانصح للعراق، فلا يغرنكم الاعلام المأجور والكلام المعسول بالكذب والافتراء، وإن البيت الذي قدم من الرجال والعلماء والاساتذه والنساء والاطفال شهدااء للعراق لاينحصر مشروعه في نيل منصب او مصلحه وإلا لكان كافي عليه ان يتاجر بتلك الدماء للاستحواذ علي الحكم بالكذب والتدليس كما تاجر غيره بدماء ومداد العلماء، فلم يكن حديثنا مغالات فيه، وإنما حقيقة يشهد بها الكثير، العدو قبل الصديق، فمتى ما نظر الإنسان بحيادية وإنصاف يرى الامور بحقيقتها وواقعيتها.