كتبته يولندا نيل\مراسلة ال بي بي سي في القدس في 2-11-17
قلما يرد اسم اللورد بلفور في الكتب المدرسية البريطانية ولكن طلاب المدارس الاسرائيلية والفلسطينية يمكن ان يخبرونا كثيرا حول هذا السياسي البريطاني.
يدرس اعلان بلفور الذي صدر في 2 نوفمبر 1917 في كتب التاريخ المدرسية للطرفين ويشكل مادة رئيسة في سردهم المختلف تماما للأحداث ويمكن ان يكون الاعلان اساس بداية الصراع العربي الاسرائيلي
جاء الاعلان الذي اصدره بلفور وزير الخارجية آنذاك في رسالة الى اللورد روثسشيلد زعيم الصهيونية وهو حركة تتبنى مسالة تقرير المصير للشعب اليهودي في وطنهم التاريخي الممتد من البحر المتوسط الى الضفة الشرقية من نهر الاردن وهي منطقة اصبحت تسمى فلسطين. حيث يقول الاعلان ان الحكومة البريطانية تدعم انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين
وفي الوقت نفسه يقول الاعلان يجب الا تجحف الحقوق المدنية والدينية للأقليات غير اليهودية الموجودة على ارض فلسطين. و يرى الفلسطينيون هذا الاعلان ما هو الا خيانة عظمى وخاصة بعد اعطاء وعد منفصل للعرب لكسب الدعم السياسي والعسكري من العرب الذين كانوا عندئذ تحت حكم الدولة العثمانية –اثناء الحرب العالمية الاولى
وهذا يوحي ان بريطانيا ستدعم النضال لاستقلال الاراضي الاخرى الواقعة تحت حكم الدولة العثمانية التي كانت تهيمن على معظم الشرق الاوسط .و فهم العرب ذلك على انه يشمل فلسطين رغم انها لم تذكر فلسطين بالاسم.
فقد سال معلم في احدى المدارس الفلسطينية في الضفة الغربية طلابه في درس من الدروس “هل تعتقدون ان بريطانيا ارتكبت جريمة ضد الشعب الفلسطيني”
“نعم” كان جواب طالب في سن الخامسة عشرة ” الاعلان غير شرعي لان فلسطين كانت لاتزال جزء من الدولة العثمانية ولم تكن تحت السيطرة البريطانية
كانت بريطانيا تعتبر العرب اقلية بينما كانوا هم يشكلون أي العرب 90% من السكان
وبالمقابل يميل الاطفال الاسرائيليون حتما الى الاعتقاد ان تدخل بريطانيا كان اكثر ايجابية عندما يدرسون اعلان بلفور في درس يأخذونه في نهاية سنوات دارستهم الثانوية
في قرية بلفوريا شمال اسرائيل تفتخر الطفلة نوغا يهيزيكلي فعلا بتلاوة الاعلان بنسخته العبرية عن ظهر قلب ويقول والدها نيفي في اللحظات التي اعطي فيها الوعد اعطى الاعلان املا كبيرا ودفعا كبيرا للحركة الصهيونية
وراى الناس انه اذا اعطت الحكومة البريطانية مثل هذا الاعلان هناك فرصة ان تقوم يوما ما الامة اليهيودية وهو ما حدث في عام 1948
وكان سكان بلفوريا جزء من الجماعة اليهودية المتنامية في فلسطين عندما زار بلفور القرية سنة 1925 واستقبلوه اهلها استقبال الابطال
في ذلك الوقت كانت المنطقة تحت الادارة البريطانية . استمد الانتداب البريطاني شرعيته من وعد بلفور الذي صادقت عليه عصبة الامم
وخلال النصف الاولى من فترة الانتداب البريطاني سمحت بريطانيا لموجات من الهجرة اليهودية الوافدة ولكن وسط الرد العربي وما تلاه من ارتفاع حدة العنف يتذكر الاسرائيليون كيف ان الانتداب منع العديد من اليهود الهاربين من الملاحقة خاصة خلال فترة المحرقة
وفي جامعة القدس العبرية التي افتتحها بلفور قامت البرفسور لبيدوث بدراسة الاعلان المكون من 67 كلمة
وترجح لبيدوث وهي خبير بالقانون الدولي انه اعلان ملزم قانونيا ولكن بريطانيا وجدت الوعد صعب الإيفاء به
حيث كان ان الوضع السياسي سيء جدا كما تقول لبيدوث عندما جاء النازيون الى السلطة وكانت بريطانيا بحاجة الى مساعدة وهي صداقة العرب.
وما كان عليهم الى تحديد التنفيذ وهو امر مأسوف له
والمعروف ان لبيدوث غادرت المانيا سنة 1938 أي عاما قبل نشوب الحرب العالمية الثانية ولها اهتمام خاص بالاعلان . حيث تقول انا لاازال ممتنة له انه اساس حقنا للعودة الى فلسطين بما في ذلك حقي انا
ويصف بنجامين نتنياهو رئيس الوزراء الحالي ان اعلان بلفور هو حجر الاساس في عملية بناء بلده
وقد دعته الحكومة البريطانية للاحتفال يوم الخميس بفعاليات الذكرى المئوية للاعلان
وكان القرار في وقت تلاشت فيه الامال لايجاد سلام عربي -اسرائيلئي قد اغضب الفلسطينيين الذين ينون القيام بمسيرات احتجاجية ويطالبون بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور
و يقول وزير التربية الفلسطيني صبري صيام بمرور الوقت ان الشعب البريطاني ينسي دروس التاريخ
واشار ان الفلسطينيين لايزالون يسعون لأنشاء دولتهم التي ستكون مع اسرائيل اساس لما يسمى بحل الدولتين لوضع حد للصراع وهي صيغة تؤيدها الاسرة الدولية
واختتم بالقول سياتي الوقت لفلسطين ان تكون دولة مستقلة ويتم تحقيق الحلم الذي طال انتظاره