17 نوفمبر، 2024 9:34 م
Search
Close this search box.

اسبوع التعدي على حرمات الله

اسبوع التعدي على حرمات الله

(الهجوم على بيت فاطمة عليها السلام)
وقد قام علي بن أبي طالب (ع) وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام في طرق أبواب الأنصار بيت بيت والأنصار يقولون لهم لقد أعطوا البيعة لأبي بكر فإذا أتيتم قبل هذا الوقت فأننا لا نميل عنكم وعلي (ع) يجيبهم هل تريدون أن أترك رسول الله (ص) بدون تغسيل وتكفين ولكني علمت بواجبي إتجاه رسول الله (ص) ولم يكتفي بذلك إذ قال إذا كان معه أربعون رجل سوف يقاوم من أجل أن يأخذ حقه في الخلافة ……( 1) ، وكان كل هذا تنفيذاً لوصية رسول الله (ص) الذي تأمره في جمع من يدعمه في هذا الأمر قال رسول الله (ص) (ان قربشاً ستظاهر عليكم وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك فأن وجدت اعوانا فجاهدهم وان لم تجد اعوانا فكف  يدك واحقن دمك)…..( 2).

الهجوم على بيت فاطمة عليها السلام:

فلما رأي علي (ع) خذلان الناس إياه وتركهم نصرته وإجتماع كلمتهم مع أبي بكر وطاعتهم له وتعظيمهم إياه لزم بيته ، فقال عمر لأبي بكر ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة ، وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غورا والأخر أفظهما وأغلظهما وأجفاهما ، فقال أبو بكر من نرسل إليه فقال عمر : نرسل إليه قنفذا وهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب فأرسله إليه وأرسل معه أعواناً ، وأنطلق فأستأذن على عليّ ، فأبى أن يأذن لهم ، فرجع أصحاب قنفذ الى أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد والناس حولهما فقالوا : لم يؤذن لنا ، فقال عمر : أذهبوا فإن أذن لكم وإلا فأدخلوا عليه بغير أذن !! فأنطلقوا فأستأذنوا ، فقالت فاطمة عليها السلام ((أحرج عليكم أن تدخلوا عليّ بيتي بغير أذن )) فرجعوا وثبت قنفذ الملعون ، فقالوا : إن فاطمة قالت كذا وكذا فتحرَّجنا أن ندخل بيتها بغير إذن فغضب عمر وقال : ما لنا وللنساء!! ُثم أمر أناساً حوله أن يحملوا الحطب وحمل معهم عمر ، فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وأبناهما عليهم السلام ثم نادى عمر حتى أسمع علياً وفاطمة عليهم السلام (( والله لتخرجنَّ يا علي ولتبايعنَّ خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك النار )!! فقالت فاطمة عليه السلام : يا عمر مالنا ولك ؟ فقال افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم فقالت يا عمر أما تتقي الله تدخل على بيتي ))؟ فأبى أن ينصرف ، ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل ! فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت (( يا أبتاه يا رسول الله)) !! فرفع عمر السيف وهو في غمده فوَجأ به جنبها !! فصرخت يا أبتاه!! فرفع السوط فضرب به ذراعها ! فنادت (( يا رسول الله ، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر )).

فوثب علي عليه السلام فأخذه بتلاليبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله (ص) وما أوصاه به ، فقال : ((والذي كرَّم محمداً بالنبوة – يا بن صهاك لولا كتاب من الله سبق وعهد اليَّ رسول الله (ص) لعلمت إنك لا تدخل بيتي)) ، فأرسل عمر يستغيث ، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي عليه السلام الى سيفه فرجع قنفذ الى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي عليه السلام إليه بسيفه ، لما قد عرف من بأسه وشدته ن فقال أبو بكر لقنفذ أرجع فإن خرج علي عليه السلام وإلا فأقتحم عليه بيته ، فأن أمتنع فأضرم عليهم بيتهم النار ، فأنطلق قنفذ الملعون فأقتحم هو وأصحابه بغير إذن وثار علي عليه السلام الى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون ، فتناول بعضهم سيوفهم فكاثروه وضبطوه فألقوا في عنقه حبلا !!! ، وحالت بينهم وبينه فاطمة عليها السلام عند باب البيت فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت  وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته ، لعنه الله ولعن من بعث به …..(3) .   

(1) تاريخ اليعقوبي ص126 ، شرح نهج البلاغة – أبن أبي الحديد ج11ص14

(2) كتب سليم بن قيس ص907

(3) كتاب سليم بن قيس ص151 ،بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج28ص269، جوهر التاريخ – الشيخ علي الكوراني العاملي ج1ص106 ، مجمع النورين – الشيخ أبو الحسن المرندي ص98

أحدث المقالات