أمتنا شامخة رائدة , والبعض يتوهمها غير ذلك , فيتفاعل معها وفقا لرؤيته على أنها طوع أمره ورهن يديه , فيملي عليها ما يريد آملا بأنه سيفوز بها ويستعبدها.
وقد مرت الأمة بظروف أشد قساوة مما هي عليه اليوم , وما تمكن أعداؤها منها مهما حاولوا أن يسلخوها من ذاتها ويجردونها من هويتها , فما تمكن منها العثمانيون ولا الفرس ولا الفرنسيون وغيرهم من القوى التي إحتلت أراضيها وحاولت أن تفرض ثقافتها عليها.
الأمة فيها طاقات حضارية أصيلة موروثة ومبذورة في كيانها ومنغرسة في نويات خلايا أبنائها , وتتفتح رغم القواهر والعاديات وتجابه التحديات , وتكون وتحقق إرادتها وتتواصل في مسيرتها التي تسبرها وتتوثب إلى الأمام.
فالأمة أكثر قوة وتقدما ووعيا وثقافتها منها في القرن التاسع عشر والعشرين , وهي في تقدم مضطرد وإقدام مؤمن بكينونة متفتحة ذات قيمة إنسانية ساطعة.
والمتشائمون يرون غير ذلك , وما هم إلا في غفلتهم يتخبطون , فالأمة أقوى وأرقى , تتواصل في صعودها إلى حيث مقامها الذي يتوافق وما فيها من الطاقات والقدرات.
إن الذين يتناولون موضوعات يبثها أعداء الأمة وينشرونها بقدرات تسويقية عالية ذات آليات نفسية وتأثيرات عاطفية , يساهمون بتأكيد رؤية أعدائها ولا يمثلون حقيقتها , بل ما يُراد لها أن تبدو عليه وكأنها ضعيفة ومستعبَدة بالآخرين.
إن نظرة محايدة إلى الأجيال الصاعدة , والطاقات المعرفية المتنورة الواعية ليبشر بمستقبل باهر وعطاء زاهر , فلا بد للطاقات أن تتفتح وتورق وتعطي ثمارها الحضارية الأصيلة.
إنها أمة ستكون , وفي دور التكوّن الأكيد , وما الأخطار إلا تحديات ستتجاوزها وتدوسها بأقدام أجيال لجوهرها تسعى وتروم.
إنها أمتنا , التي لن ولن تهون مهما حاول الغاشمون!!
فارفعوا رايات أمة ذات أنوار ورسالة وكيان منير!!