إنطاهم: أعطاهم
لزمة: مسكة
أي أن تعطي خصمك فرصة للنيل منك , وهو سلوك عربي دارج , تسبب بتداعيات مروعة في عدد من الدول العربية , ويأتي على رأس قائمتها العراق الذي تواصل بإعطاء المسكات , وتوفير الفرص والتسويغات والتبريرات اللازمة للنيل منه , والعدوان عليه وتدميره من أقصاه إلى أقصاه.
فما حل بالعراق كان بسبب سلوك ” إنطاهم لزمة”.
والسلوك ذاته تكرر في ليبيا واليمن وسوريا التي تواصلت في توفير المسوغات لتدميرها بالكامل , وها هي اليوم تعطي لزمة أخرى ولا يُعرف ماذا سيأتي من ورائها , لكنها فرصة مواتية للساعين نحوها لترميم الأزمات الداخلية وتركيز الإنتباه على ما سيحصل فيها , ويبدو أن التخطيط لعمل وخيم يجري على قدم وساق , وقد يكون كالذي تحقق في العراق.
فالمطلوب محق الإمتدادين أو العمقين السوري العراقي وما بعدهما , لكي يتتحقق التمدد المطلق وتقام الحالة الموعودة المؤزة بقدرات الدنيا العاتية.
فلماذا يعطي العرب “لزمات”؟!!
ولماذا يوفرون المبررات والدواعي والموجبات للعدوان عليهم وتحقيق مصالح الطامعين فيهم؟!!
سؤال محير وإجابته أكثر من محيّرة!!
لماذا توفر الكراسي العربية للآخرين مسوغات العدوان عليها؟
أ لأنها تكره الشعب وتريد الإنتقام من العباد وإلقاء اللوم على غيرها؟!!
لا يمكن فهم التصرف الإنتحاري العجيب الذي تكرره الكراسي العربية وتمضي على سكته المدمرة لذاتها وموضوعها , وكأنها مصابة بتأنيب ضمير شديد وتريد القفز إلى أتون العقوبة والإنتقام من ذاتها بذاتها!!
إنها رقصات إنتحارية قام بها العراق وحصل الذي حصل فيه , وعلى شاكلته رقصت ليبيا ومن ثم سوريا واليمن , ولا يتعلم العرب ولا يستخلصوا الدروس والعِبَر , لكنهم يتساقطون في نيران سقر كالمغفلين المنومين المخمورين بالضلال والبهتان والخطل.
فإلى متى يتواصل سلوك إعطاء “اللزمات” لخصوم العرب , لكي يفترسونهم على موائد الفناء الحضاري الشديد؟!!