19 ديسمبر، 2024 12:53 ص

إنصاف المرأة نحو نظرة علمية

إنصاف المرأة نحو نظرة علمية

أكثر المتعلمين والبسطاء من الناس لو سالتهم ماهي نفسية المرأة؟لكانت إجابتهم قريبة من راي (فرويد).فلنتعرف على رأي فرويد،يقول فرويد:(إن المراة أكثر نرجسية من الرجل وإن حاجتها لإن تحب أكثر بكثير من حاجة الرجل وهي أكثر جحودا منه وأضعف منه في الانا الأعلى (الضمير)وإنها سلبية ومازوشية وعاطفية أكثر منها عقلانية وهي متذبذبة وإتكالية وإنها تعاني في صغرها من نقص أساسي في تصورها لذاتها بالمقارنة مع الأولاد وإنها تحسد الرجل لأنه ولد رجل).وطبعا يترتب على هذا التحليل جملة أمور:

1-شعورها بالنقص إزاء الرجل يجعلها تكره الرجل وترغب في تحطيمه.2- ولأنها غي قادرة على تحطيمه فأنها تروض هذا الصراع بواحد من حلول ثلاثة:                                       أ-أما ان تقبل بالامر الواقع في كونها إمراة وأن دورها أنثوي.
 ب-أو أن تحول صراعاتها الى اعراض مرض نفسي (كآبة هستيرية).  ج-أو أنها تتحول بكل نفسيتها في إتجاه عقدة الرجل.ويرى فرويد أن الحل المناسب والطبيعي هو الحل الاول وهو القبول بالأمر الواقع وهذا يحتم عليها الخضوع والتسليم لسلطة الرجل ويجنبها عواقب الحلين الآخرين:محاولة المراوغة ورفض الواقع ومحاولة مسخ انوثتها بتقليد الرجل مادامت غير مهيئة بطبيعتها وتكوينها البايولوجي لأن تكون مثله.هذا هو مجمل راي فرويد.

لقد لقيت أرائه هذة قبولا لدى الكثير من الناس الذين وجدوا فيها تفسيرا ينسجم مع الموروث التقليدي الإجتماعي للمرأة من جهة ويخدم مصالح الرجل الإقتصادية والإجتماعية من جهة اخرى واخطر مافي آراء فرويد هذة (التي إستقاها من حالات محدودة لنساء ارستقراطيات) انه وصف المرأة بهذه الصفات بصيغة الحتمية التي لا تقبل التغير.. وكأن قدر المرأة هو هذا!, الى ان جاء الرد من دراسة ممتازة قامت بها عالمة اجتماع هي (ماركريت ميد) امضت ثلاث سنوات في (غينيا الجديدة) وعاشت مع ثلاثة مجتمعات ((بدائية)) مختلفة.

نفسية المرأة..نتاج حضارة:

كان احد تلك المجتمعات مسالما بعيدا عن العنف, والاخر من اكلة لحوم البشر, والثالث من الصيادين.. فوجدت الباحثة ان الاراء في هذه المجتمعات الثلاثة مختلفة اختلافا بينا بخصوص الذكورة والانوثة.. اذ كان الرجال والنساء في المجتمع الاول (المسالم) متساوين في النزوع للسلم.. وان النساء يتمتعن بحرية المبادأة بالغزل, كما يتمتع بها الرجال, ويستسيغ الرجال القيام بأعمال العناية بالمنزل والصغار, التي تعد في مجتمعات اخرى من اختصاصات المراة. وتبدو قلة التمييز بين الاب ودور الام في الاسرة حتى في تصريف فعل (ولد_ يلد_ ولادة) حيث يقال للاب كما يقال للام!

وكان الذكور والاناث في مجتمع اكلة لحوم البشر يعلمون معا منذ الطفولة ان يكونوا مستقلين ومتنافسين. وينتظر من الاناث عندما يبلغن اشدهن ان يمثلن الرجال في المبادأة الجنسية والسلوك العنيف والغيرة وسرعة الانتقام للاهانة. اما في مجتمع الصيادين فأن الذكور يمضون معظم اوقاتهم يعزفون على المزمار ويصرفون وقتا طويلا كل يوم في اختيار ملبسهم وتزيين انفسهم بالجواهر! في حين لا تكترث الاناث بالملابس ولا بالزينة او الجواهر! بل يقمن بصيد السمك وصناعة الاواني وتوفير حاجات العائلة! هذا يعني ان الصفات النفسية التي الصقها فرويد بالمرأة ليست ثابتة.. وان من الخطأ القول بأن المرأة مازوشية او سلبية بطبيعتها, لان هذه الصفة هي نتاج اجتماعي مرتبط اساسا بطبيعة الادوار ومضامينهاوأنه حين تتغير الادوار ستتغير المفاهيم بالتبعية.
سادية الرجل وماسوشية المرأة:

اذا كان الرجل متسلطا ساديا في نظام اجتماعي معين, تكون المرأة مازوشية مقهورة ففي هذه العلاقة يكون هناك طرف قاس ظالم مستبد ينزل الاذى والعذاب بضحيتة, ولا يستطيع ان يحس بالوجود الا من خلال تبخيسها, والحاق الالم بها. لايحس بالقوة الا من خلال التحقق من ضعف الضحية الذي كان هو سببه. ولا يستقر للرجل المتسلط توازن نفسي الا حين يدفع بذلك المسحوق (المرأة) الى موقع الرضوخ العاجز المستسلم . وياخذ الرباط الانساني في هذا النوع من العلاقة منحنى العنف والعدوانية عوضا عن الحب ويأخذ منحنى السيادة الانوية بدل توازن التعاطف والاعتراف المتبادل . فالسادية في الاصل عدوان قبل ان تكون جنسا والمازوشية معاناة معنوية قبل ان تكون  تلذاذا جنسيا بالالم. والواقع ان هذا النمط من العلاقة بين الرجل والمراة كان هو السائد في مجتمعنا قبل تغير الادوار وخروج المرأة الى العمل, وما يزال سائدا في المستويات الاقتصادية والثقافية المتدينة في مجتمعنا العربي.