لا تحدثونا عن المصطلحات المستوردة من بلاد الآخرين , فلا يعنينا نظام الحكم أيا كان نهجه , المهم قيمة الإنسان فيه , فإن كان للإنسان قيمة وحقوقه مصانة وكرامته محفوظة , فنظام الحكم صالح , أما إذا غابت قيمة الإنسان فلا معنى لنظام الحكم مهما أسميته , وأضفيت عليه من التوصيفات النظرية.
فالديمقراطية التي تهين الإنسان , ليست صالحة للحياة الحرة الكريمة , والديكتاتورية التي تعز الأوطان والإنسان فيها ربما أرقى منها وأنسب.
وما يجري في واقع الأمة أن الحديث يتركز ويتشعب عن الديمقراطية , والإنسان في دولها مهان ومشرد ويحلم بالهجرة إلى الدول الأخرى , لأن حقوقه مصادرة وقيمته لا وجود لها , فهو رقم وحسب , ولا يوجد قانون يحميه ويصون حياته , فالفساد دستور , وهو من الغنائم المستحوذ عليها بموجب رؤى وتصورات القادمين مع الطامعين بالبلاد والعباد.
ولا توجد مفاهيم ديمقراطية مؤدينة , فالحركات والفئات والأحزاب الدينية أصولية دوغماتية , لا تعترف إلا بذاتها وموضوعها وتقضي على الآخرين من حولها , وهذا شأن الحركات العقائدية الدينية والحزبية والفئوية بأنواعها.
أما القول بوجود ديمقراطية وفقا لمفاهيم محاصصاتية , فأشبه بمطاردة خيط دخان , فهل وجدتم ديمقراطية كهذه في الدول الراعية لها كما تدّعي؟
إن إهمال الإنسان , والتفريط بحقوقه الطبيعية المشروعة , يعد عدوانا على القيم الإنسانية , وإنتهاك سافر لمبادئ وقيم الحياة.
والذين يلعلعون بما لا يفعلون , عليهم أن يستفيقوا من غيهم ومستنقعات غفلتهم , وينتبهوا إلى أنفسهم وللإنسان من حولهم , فهم لا يملكون الوطن , بل موطفون لخدمته والمواطنين.
أما التوهم بأنهم المالكون , والشعب خادمهم , وبطلفون العنان لشراهاتهم وأطماعهم , فهو العدوان والجريمة والخطيئة الكبرى بحق كل شيئ.
فهل لنا أن نكرّم الإنسان , ونحترم سيادة الأوطان ؟!!