19 ديسمبر، 2024 1:20 ص

موسوعة سلوك الكراسي تشير إلى أن الكرسي المستحمَر هو الذي يتصور أن القوى الأخرى تحل مشاكله , ويتغافل عن بديهية معمول بها منذ الأزل , وخلاصتها أن الآخرين لا يحلون مشاكل غيرهم بل يستثمرونها , ويوظفونها لخدمة مصالحهم وتحقيق مآربهم.
ويمكننا القول بأن الكراسي ذات طبيعة إستحمارية من تقييم قدرات حلها للمشاكل ونسبة إشراك الآخرين في حل مشاكلها.
فإن كانت غير قادرة على الحل وتستدعي الآخرين لحل أبسط مشاكلها فأنها ذات درجة عالية من الطبيعة الإستحمارية , وإن وجدتها مقدامة ومتأهبة لحل المشاكل بنفسها , فأنها لا يمكن أن توصف بالإستحمار الكرسوي الفاعل في العديد من مجتمعات الكراسي العاجزة عن حل مشاكلها.
و يمكن القول بأن العديد من المجتمعات المرتهنة بمشاكلها , التي تتعقد وتتطور دون حل هي المبتلاة بكراسي الإستحمار السياسي الفتاك , وبسببه تعاني وتتكالب عليها المجتمعات الأخرى تتنافس على إفتراسها ومصادرة ما عندها من طاقات وقدرات حياة.
ويمكن للقارئ أن يستحضر العديد من الأمثلة من حوله ويضعها تحت معيار المشكلة وحلها وآليات إستدعاء الآخرين لحلها , وسيرى أن أية مشكلة تمكَّن الآخرون من وضع يدهم فيها أو عليها ما وجدت حلا , وإنما تعقدت وتطورت وتحقق أفظع إستثمار فيها لصالح الذين تم التوسل إليهم بالمساعدة بحلها.
وهكذا فأن المجتمعات التي تتمكن من حل مشاكلها بنفسها تكون صاحبة سيادة وحرية في تقرير مصيرها , والتي تعجز عن ذالك تكون ناقصة السيادة ومرهونة المصير , وقس على ذلك ما يحصل من حولنا من أحداث وتطورات وتداعيات , تدفع الشعوب المهضومة ثمنها , لسماحها للحمير بالجلوس على كراسي السلطة.
فاحذروا حمير الكراسي , لأن فيهم الويلات والفواجع والنوازل القاسيات , فالحمار يُسرَج ويُركب ويَحمل أثقالا , ولا فرق بينهم وبينه , إلا أنهم يبدون بهيأة آدمية وما هم كذلك في قرارة أنفسهم الحميرية.
فهل ستستطيع بعض المجتمعات المتوحلة بمشاكلها أن تَضعَ بشرا على الكراسي؟!!
مع الإحترام والتقدير للحمار المشارك في صناعة الحضارة الإنسانية , فلولا صبره لما تمكنا من الكلام عن الحضارة!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات