الحياء قيمة سلوكية جوهرية ذات تأثيرات كبيرة على الحياة , وعندما يتجرد البشر منها يعم الحراب ويتسيّد الفساد والظلم والإستهتار بحقوق الإنسان والحيوان.
فهذا القول نسمعه منذ الصغر ولا نفهمه , ولا نتدبر معانيه , وهو ناجم عن تجارب إنسانية عميقة وقاسية , تسبب فيها الفاقدون للحياء بالإتيان بالويلات والتداعيات المريرة , التي حطمت المجتمع ودفعته إلى مهاوي الخسران.
إستحى: خَجِلَ.
الإحتشام: الإستحياء والخجل
وإستحى من الحياء الذي له دوره السلوكي وتأثيراته الأخلاقية , وما يأتي به من آليات ذات تفاعلات مهمة في صناعة معنى الحياة الإجتماعية.
الحياء: الإحتشام , وهو شعبة من الإيمان . عديم الحياء: قليل الأدب.
خلع عِذار الحياء: إنهمك في الغي والفساد دون خجل , تهتك.
و”إذا ذهب الحياء عمّ البلاء” , و”الحياء من الإيمان ” , و”رأس مكارم الأخلاق الحياء”
فهل أن الذين جلسوا على الكراسي يستحون؟
هل يوجد عندنا قائد أو مسؤول يستحي؟
من حقنا أن نسأل , لأن التفسير الأصوب لما جرى ويجري , أن الذين في الحكم بأنواعهم ومسمياتهم وألوان عمائمهم , لا يستحون , ولهذا عم القهر والفساد , وتهاوت القيم والأخلاق , وصارت الخيانة والتبعية فخرا وتاجا على رؤوس الكراسي.
لو أن لديهم قطرة حياء لما حصل الذي حصل.
فهل يستحون من ربهم ودينهم ومذهبهم , ومن ضميرهم وأنفسهم , وآبائهم وأجدادهم وأمهاتهم وجداتهم , ومن الأطفال والنساء والتلاميذ الذين لا يجدون مدارس تليق بالبشر؟
وهل لدينا مَن يستحي لكي نكون؟!!