22 ديسمبر، 2024 3:37 م

إذا ضاع الوطن طغت الفتن!!

إذا ضاع الوطن طغت الفتن!!

الأوطان أوعية ما فيها , فإذا تحطم الوعاء الوطني تناثر ما يحويه , وتناحر وتنافر وتمترس بأتراسٍ يلوذ بها متوهما بأنها ستحميه.

إذا تمزقت الخيمة فلن يجد ما تحتها مَن يقيه!!

أصل الحكاية في بلد الشظايا , أن الوطن تحوّل إلى ضمير مستتر تقديره مجهول , فانتشرت الأفاعي والعقارب والعظايا , وتمرّغت في ترابه وإلتهمت ثرواته , وتخندقت في كينونات تحميها من الوطن , الذي يريد أن يكون وعاءً جامعا وميدانَ تفاعل وإنطلاق لتأمين مصالح مواطنيه.

فابحثوا عن الوطن في الواقع المتحامل على الإنسان , فهل ستجدون منطقا وطنيا أو راية وطنية؟

السائد في مجتمعات أضاعت أوطانها , أن الكينونات المتصاغرة تطفوا على السطح , وتنشغل بتفاعلات إستنزافية لبعضها , حتى تتمكن منها قِوى ذات أطماعٍ ونوايا كامنة.

أوطان الدنيا فيها عشرات ومئات التنوعات المجتمعية , لكنها مسبوكة بإرادة الوطن وعزته وكرامته وسيادته , فالوطن يجمع , وما دونه يفرِّق.

إن التحرر من منزلة الوطن , والتوهم بأن الطائفة والمذهب والعمامة أعلى منه شأنا , يعني الإنحدار في مسيرة أسفل السافلين.

المجتمعات التي لا تعز أوطانها بالعمل الجاد المجتهد , تفقد قيمتها وتنهار قدراتها , وتصبح فرائس سهلة للمتوثبين للفوز بوليمة دسمة منها.

فالسر في تكوين الأوطان لتأمين القوة والقدرة على البقاء العزيز , الذي تتكاتف فيه مكونات الوطن المجتمعية بأطيافها المتنوعة للذود عن وجوده.

“وللأوطان في دم كل حرٍ…يد سلفت ودين مستحق”

فالوطن يستوجب الوفاء من أبنائه الأحرار الميامين , فلا وطن يبقى ولا شعب يدوم , إذا عبث الفاسدون بروحه , وطعنوا قلبه بالتبعية والخنوع وتقليد الطامعين به.

فعودوا للوطن لتقضوا على الفتن!!