18 ديسمبر، 2024 4:22 م

إذا دخلوها أفسدوها!!

إذا دخلوها أفسدوها!!

القوى أيا كان نوعها وحجمها إذا دخلت بلدا أفسدته وخربته ودمرته , وهذا ديدن السلوك البشري منذ الأزل , فالنصر معناه الإنقضاض على الآخر ومحقه , ولهذا تدمر المدن وتحرق ولا يبقى عمران يشير إلى قوة المدينة المستباحة.
وفي زمننا المعاصر الذي تعقدت فيه سلوكيات البشر وتشابكت , يكون الإستيلاء على بلد آخر بإستعمال أبنائه وتسخيرهم ليكونوا أداة القوة المستعمرة له , فهم ينفذون مشاريعها ولا حاجة لها ببذل الجهد والخسائر المادية , فالهدف بما فيه يحقق غاياتها ومطامعها.
وعليه فالبلدان التي تم إستباحتها لن تسترد عافيتها , لأنها صارت رهينة للآخر بواسطة أبنائها المبرمجين لتنفيذ مشاريعه.
فترانا أمام بلدان ذات حكومات تابعة خانعة لا تستطيع إنجاز ما ينفع مواطنيها , بل تسرق ثروات البلاد والعباد وتودعها في بنوك القوى التي تمثلها , أو تحكم بالوكالة عنها.
ولا توجد دول محكومة بحملة جنسيات أجنبية إلا الدول المستباحة والفاقدة السيادة وتقرير المصير , وهذه الحكومات المنصبة فيها هدفها تمزيق الشعب وإدامة التناحرات والصراعات بين المواطنين , الذين عليهم أن يكونوا تحت ضغط الحرمان من أبسط الحاجات , لإرهاقهم وتفريغهم من طاقة المقاومة والمطالبة بأي حق , وتحويلهم إلى قطيع خانع راكع.
وهذه سياسات إمتلاك الشعوب الجديدة التي ستعصف في القرن الحادي والعشرين , فلا داعي لقتل المواطن بواسطة القوة المهيمنة على البلد , بل ليقتل المواطن المواطن بسلاح تلك القوة , وبهذا تكون المصالح مضمونة والمكاسب مأمونة.
فمن يتصور ان القوي لا يأكل الضعيف في تفاعلات الدول , فأنه في غياهب الجهل المقيت , فهذا القانون فاعل بين الدول منذ نشأتها , ومستمر بآليات متوافقة مع إيقاعات العصور , وما حدثنا التأريخ عن دولة قوية لم تفترس دولة ضعيفة.
فالأقوياء يأكلون , والضعفاء يؤكلون , ويُنبذون!!
فالحياة قوة لو تعلمون!!
د-صادق السامرائي