الذي يحدث في معبر رفح بالسماح للمساعدات بالدخول الى أراضي غزة والذي اعقب زيارة بايدن الأخيرة الى تل ابيب يذكرنا الى حد ما بسياسية التهدئة ( Appeasement Policy) التي اتبعها رئيس الوزراء البريطاني الراحل تشمبرلين( Chamberlain) مع هتلر وألمانيا النازية قبيل بدء الحرب العالمية الثانية ولكن يذكرنا بشكل سلبي ومستفز ولمعلومات القارىء ان سياسة التهدئة هي ستراتيجية دبلوماسية تتضمن تقديم تنازلات لاحد طرفي المشكلة او النزاع لتجنب اندلاع حرب بمعايير كارثية مدمرة على صعيد كوكبي الهدف منها الهاء الراي العام وتعريض المنطقة للمهالك وهو ماقام به الرئيس الأمريكي بايدن باقناع هتلر العصر نتنياهو بالسماح لتوصيل المساعدات الحياتية الأساسية للفلسطينين المشردين من ديارهم في غزة والفارين من ظلم الصهيونية وبعض عملائها نتيجة القصف الجوي الوحشي والتحشيد العسكري البري.
حيث ان بايدن الضعيف خلال زيارته الأخيرة الى المنطقة لم يتطرق ولم يلح على وقف اطلاق النار بين حماس والعدو الإسرائيلي وانما ركز على اطلاق سراح الرهائن واتفق الاثنان على مواصلة القتال وذهبا الى ابعد من ذلك الى اكمال ومواصلة الحرب على حماس وكذلك في أوكرانيا حتى تحقيق ما سماه ب “النصر النهائي” على حماس وبوتن ( Hamas and Putin will not win). كان الاجدر برئيس اكبر واقوى دولة في العالم ان يسعى الى فرض وقف اطلاق وحقن الدماء والتفاوض وإعطاء الشعوب المظلومة حقوقها. والدليل على ضعف الرئيس الأمريكي هذا أيضا هو عدم تمكنه من عقد لقاء مقرر مع بعض رؤوساء دول المنطقة المعنية في عمان في الأردن. الا يعلم هذا الرئيس ان قطع الماء والغذاء والكهرباء والاساسيات الأخرى عن سكان غزة الاحرار مناهضا ومنافيا للقانون الدولي وكل الشرائع السماوية حيث يمثل عقوبة جماعية ( Collective Punishment) وان محاولة اتوصيل ذلك (المساعدات) لايمثل عمل انساني بل هو حق انساني ويتوجب معاقبة فاعلي ذلك العمل المشين .
ان ما تقوم به إسرائيل من اعمال بشعة ووحشية ضد الأبرياء من الفلسطنينين هو نتيجة طبيعية لفشل السياسات الإسرائيلية في السلوك السوي في مسار حل الدولتين المعروف
(Two-State solution) ومحاولة نسيان وتناسي هذا الحل المقترح والاتيان بمختلف الحجج والاعذار ومستندة في ذلك على الدعم الأمريكي الثابت ( Unwavering Support) والخلاف الأمريكي الروسي وتعطل عمل الأمم المتحدة ( Unfunctioning UN) نتيجة لذتك. هكذا فشل بادين قي تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط وخضع لقناعات نتنياهو في هذا الوقت بالذات ونجحت حماس في لفت انظار شعوب العالم الى الظلم في إيجاد حل لقضية العرب والمسلمين وتمادي العدو الإسرائيلي في غيه.
لكن عالمنا اليوم عزيزي القارىء بشعوبه وباحراره وبشرفائه لم يعد مخدوعا بالسياسات الظالمة فقد خرجت في كل عواصم الدنيا ومدنها المسيرات المؤازرة لحقوق الشعب الفلسطيني والمناهضة لسياسات التجويع وقتل الأطفال والمدنيين العزل والشيوخ وتدمير المساكن والمستشفيات ومباني الخدمات وحرق الأخضر واليابس.
كل هذا دفع الصحفين والاقلام الحرة في العالم وفي أمريكا بالذات الى التنبيه والتحذير على مايقعله الاسرائيليون والامريكيون والغرب ومحاولة التهدئة المستفزة الى جر العالم الى الهاوية (Abyss ) في حرب يحترق فيها الأخضر واليابس نتيجة التمادي في الظلم من اجل مصالحهم في اغتصاب حقوق الغيرمن خلال زرع كيانات غريبة مرقوضة وغير طبيعية في أماكن غنية و لهم فيها مصالح .
ما اردنا قوله ان العالم اليوم ليس كما كان في الماضي حيث اصبح مطلعا على ما هو واقع ولا يخدع كما كان ولا يرضى بالظلم والاضطهاد ولابد من يوم ينتصر فيه المظلوم وينال الظالم جزاؤه مهما بلغت قوته وقوة من يقف في صفه حيث تمكنت دول العالم بسعيها الحثيث واماكاناتها وما توفر لها من طاقات من ان تنافس من كان اكبر واقوى منها وتنتصر لمن يشعر بالظلم من امثالها. وان شباب غزة ممن هم دون 18 سنة والذين يمثلون اكثر من نصف السكان لقادرون على التغير وخلق مستقبل افضل .