23 ديسمبر، 2024 9:37 ص

أُحبهُ بجهاتهُ الأربعة

أُحبهُ بجهاتهُ الأربعة

“لا شيء يسعني. لا شيء يسعني. أُريد أن أنعتق”
نيكوس كازانتزاكيس
١
شاعر
نحيلٌ يخدشُ الهواء جسدك
هنا او هناك
حتى الطيور تفتقدك
تحط بُحُزنً على سدرةِ البيت
ولأنك شاعر
لا ينتهي البحر ولا المتاهات دونك
يُطارد الزَبد الموج
يُطارد الموج الَرمل
يُدمي الرمل أنامل الغُدران
يتآكل الصخر
انت والبحر أدمنتما بعضكما
انت تتكلم والبحر يصغي
يصطخبُ الموج
تطيرُ النوارسُ حين تبدأ العاصفة
جنونك جواد جَموح
ما ضركَ لو َخنعت
وتطأطئ للريح راسك
أخر الامر سيظلُ شِعرك
٢
امرأة
قطرة ماء على ضلع وردة
وخطىً عابره
لِأمراءة تختزنُ حُباً
لا تستطيع بذله
لامراءة تقتحمُ الزِحامُ
تتراخى ستائر بيتها
بدلال أنثى
سريرها غيم ابيض
والشمس عاريةً الا من مئزر ها
تنتشي ولو بفتات من صدى صوته
وفي اول الضوء
تتمنى ان تطلق من نافذتها
قصيده اليهِ
أحُبُكَ بِجهاتكَ الاربعة
وحمامةً
تمسك بها كغيمة مارقة
٣
مُهاجر
مُثقلٌ أنتَ ببعض النُعاس
وما زلت تتبع الوصايا
أِن غابت النجوم ِ تتبع النهر
وبمائه تتعمّد
الخوف عدوك ثق بالإله
حتى وان عدت مُنطفئاً
نجمة الصبح ستدُلك
أتبعها
تحسس الطريق بِسمعك
وأسلك الجسر
فوق النهر المُتَدفق
من اعالي الجبال
ستصل لمُبتغاك انت وشعبك
٤
وطن
قبل الحرف والكتاب
وحين رحيلها
تلم ابنائها الارض
اللائذون بمخابئها
ابنائها زهرة الوطن
الغير حالمون بمجد زائف
لحياة يخاصمون بها القحط
يفتحون ابواب الغيم
يستعيرون مطر
لبيدر حنطة
يقفون عند باب الله بصمت
فلتمر بنا الريح المطمئنة
يا قدير دون أذى.