23 ديسمبر، 2024 6:04 ص

أَنبُش فِي المجْهول نَهمَة اِمْلأ

أَنبُش فِي المجْهول نَهمَة اِمْلأ

أعصفني القدر,
لياخُذ شراعي مداهُ
وعادَ بي, الى الدُّنْيَا مُجَددا
لِيأْخُذ أَجرَهُ مِن عُمْرِي,
وأهبطني إِلى الأرْض,
عرَّيانَا مُغَادِر كفنِّيِّ الأبْيض ,
ويداً من الغيب تهدهد على روحي,
أطرف ولم أنبس ,
لَا أَتذَكر أيْ شيْئًا مضى,
فِي أَوَّل بصيص لِي سُجَّل فِي
بَغْداد
مع صَرخَة الأقْدار,
لَا أَعرِف غَيْر الصُّرَاخ الصَّاخب ,
عرَّيانَا تِبسْتم لِي اَلوُجوهُ مِن حَولِي
والتَّعْويذات المتوارثة تُقرَعَ
مسامعي،
وديع جِدًّا أنَا ،
ألْبسوني قُمَاش أَبيَض
وقيَّدوا حَركَتِي بِحبال الدُّنْيَا ,
فَمِن يَومِي وأنَا مُقيَّد بِدون فَهُم
لَا أَعرِف مِن أنَا وماذَا وكيْف أنَا.
كائنًا غريب الأطْوار
فِي فَضَاء وَاسِع
خفيف الرُّوح والظِّلِّ
أثْقلتْني على الأرْض يد اَللَّه ،
وألْبستْني جسدًا واسمْتني ،
أنْسانَا عِراقيٌّ
يَمشِي على قدميْه
وحيدًا بَيْن وُحُوش مُفترسَة,
تَتَصارَع مِن أَجْل أَلَّا شِى,
مُطارَدا تُلاحقني وتسايرني الأقْدارُ,
أَنبُش فِي المجْهول نَهمَة اِمْلأ.
يَحجُبني عَنهُم مِن جدَّيْك المجْهول,
أَسعَدت صباحًا أَيهَا المجْهول,
كَيمَا أرجى مِنْك, سِيَّان ,,
أنَا وحيد أعيش
كُلُّ أَيامِي خُردَةً
مِثْل مُخلفَات اَلحُروب
على حافَّات الإهْمال,
حَتَّى قَصصِي وَحِيدَة ,
فَأنَا مُلَاق قَدرِي أَيْن مَا كُنت,
هَكذَا هُم الفقراءُ ,
مُشرَّدون
لَيْس لَنَا ذِكْر,
إِلَّا فِي سِجلَّات الاتِّهام والتَّقْصير ,
مُشرَّدِين على دُور العبادة
نَستجْدِي مِن القدِّيسين
كَلمَة اميييييييييين ،
تُصدح بها مُكبرات الصوت صاخبة ,
يواعدُوننا بوليمةً كبيرة في آلاخرة,
وقصوراً لنا خالصةً
نَشبَعُ بِهَا ظنوننا ،
ثم من يسْتكْثُرها عليْنَا
ويسْرقوُن حِذائي اَلعتِيق
مِن على الرُّفوف .
اَلغَد ، يُشْبِهُ الماضي
والْآن هُو المسْتقْبل
فِي الدِّيماس.
((سَعْدْ اَلْبِيتِنْكِسْ))