يا عظيم النجف ….ما أنت فاعل ؟
لقد أسقطت نصوص القرآن …التي نقراها طلبا للأجر…. الذي نشك أحيانا في يقينه …إلى واقع نعيشه!…فزدتنا يقيناً.
كنا نقرا …أن إبراهيم كان امة !…ويهمس شيطاننا….كيف لرجل أن يكون امة؟!.
كان يؤذيني صمتك …وسرعان مأتاتي الإجابة …بانحراف بوصلة معانديك …وانقلابها من الجحود إلى الطاعة….لأعرف أن الصمت له لغة وحجة دامغة ….فأعيشه سلوك.
أيها الرجل العظيم ….نزيل “وادي الغري”…ما أنت؟ لقد حيرتنا!
فعمرك لا يشبه عمر الآخرين ….وعيشك لا يشبه عيش المحيطين…
أانت علي ؟….فليس غيرك مثله …اكتفيتم بطمرين …ورضيتم بقرصين…وتحت وسادتكم ملك عضوض!.
كلما اقلب سيرتك بعقلي القاصر ….أراك جسدا بيننا….بروح تعيش تجارب القرون …فتختزل الحاضر بحكمة وتديره بجلاده.
سمعت كثيراً ممن يُشبهونك بالشيخ “الأنصاري” فكلاكما معجزة “العقل الاجتماعي”…..بيد أني أود التوقف عند ما عشته… بزمن عظيم النجف.
فأسأله :أيها الرجل العظيم ….كيف تحول الانكسار إلى نصر؟
قبل ست سنوات غزا “داعش” العراق،فهُزم الجيش العراقي العرمرم،ووصل داعش مشارف بغداد! ورفع شعار “باقية وتمدد”،عاش لحظة ابتلاع العراق،فراح يهدد بلاد الحرمين!….فهلع القادة وتسمر السادة …وحُزمت الحقائب….بينما كنت كل الجبل….فلما تجليت خر داعش صعقاً….كانت كلمات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة…. مفادها “فانية وتتبدد” ….جعلتنا نرتجز بفخر ….على أشلاء وجثث أبنائنا و شهدائنا…..بعدما كنا نبكي كالثكلى لزعلهم!.
اليوم يغزو العالم المتكبر الجاحد جندي صغير يريد الله تعالى من البشر الرجوع والعودة أليه بعدما فسدوا في الأرض (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون).
تدحرج “كرونا” وتجاوز الحدود،فوصل بلدنا العراق،العاري بفعل الفاسدين من “البنى التحتية”،ما ينذر بكارثة حقيقية،وموت الملايين في ظل عدم الالتزام بتوجيهات منظمة الصحة العالمية،التي تحدثت بصراحة بعدم وجود علاج الى جائحة كرونا غير “الحجر المنزلي”.
فكان صوتك الذي لا يعلوه صوت،بتعطيل الصلوات الجماعية،وعدم الذهاب الى مناسبة الزيارات المليونية،فكانت الخطوة الأولى بهزيمة كرونا،ثم أعقبتها بفتوى الكوادر الصحية التي حولت مرحلة انكسارهم،كونهم “خط الصد الأمامي” إلى “درع الصد الأمامي”،فانقلبوا إلى دروع بشرية يتسابقون إلى التطوع لدخول دورات تطوير وزارة الصحة على علاج مرض كرونا.
التزم الجميع تلبية لندائك “الحجر الطوعي”،فكنت الأب الحنون الذي لا ينسى عائلته،فدعيت ميسوري الحال والتجار بشعار “تراحموا يرحمكم الله”،فحولت شر البقاع على الأرض ” الأسواق” إلى دور…. “عبادة”….. فمكبرات البقالين تجعلك تنهار وتفقد جلادتك،فتجعل كوابح الدمع منفلته، وهي تشق عنان السماء ( تراحموا يرحمكم الله….الماعنده بلاش عليه العباس اليستحي…وما أدراك ما العباس بيقينهم) !.
البارحة اتصل بي احد الأقارب رغم القطيعة مع أقاربه …وهو محمل بسبعين حصة (دجاج ولحم وبيض وزيت وبقوليات ….الخ).
تصل تكلفة الحصة الواحدة إلى أربعين ألف، ومخطط أن الدعم سيستمر لحين نهاية الأزمة.
أيها السيستاني ….ان معجزتك “قلب المعادلات”… أذهلتنا!
انك لا تستثمر الانكسار بحسب ….بل تستغله ببشاعة فتحوله إلى “نصر معجزة” ….ففي نازلة كرونا ….منحتنا النصر ….وإصلاح ذات بيننا!.
فبحق السماء….. من أنت؟