لن وما أدراك ما “لن” , وكم من المرات ترددت في كتاباتنا وخطاباتنا الرنانة الفجة المحدقة في الفراغ.
“لن نخضع للمؤامرات” , “لن يهزمنا الإرهاب” , “لن نستسلم للطامعين بنا” , ” لن ننكسر”, ” لن نتنازل”, فأرشيف كلامنا بأنواعه , ثري بعبارات تبدأ بكلمة “لن”!!
وما حققنا إلا عبارة واحدة , وبفخر وإمتياز , وصدق وتفاني وفداء , إنها عبارة “لن نكون”!!
ترى لماذا نستعمل “لن” كثيرا في كلامنا؟!
لن حرف نفي ونصب وإستقبال , يدخل هلى الفعل المضارع فينصبه , وينفي معناه , ويحوله من الحاضر إلى المستقبل , وقد يكون نفي الفعل على سبيل التأييد.
وتشير إلى قوة القائل , فهي أحد أدوات التوهيم بالقوة والقدرة , وتحقيق المطلوب بالكلام , وتمنع ما لا يتفق وما يليها من الكلمات.
لكنها في ذات الوقت تملأ نفس قائلها , بالقوة الكاذبة والقدرة السرابية , وتزيده إنتفاخا حتى ينفجر في مكانه.
وبتكرارها يتعزز الوهم في أعماق الشخص , ويتصرف وكأنه القادر القدير , والمستبد الكبير.
لن تنصب الفعل المضارع , (لن يذهبَ , لن يكتبَ) , وما نريد بها أن نكون منصوبين , والذي يُنصب , مفعلول به , ولهذا فأن مسيرة (لن) نصبتنا , وإستحضرت الفاعل فينا إلينا من كل حدب وصوب.
ولا زلنا نردد (لن) , وما لنا منها إلا الإنكسار والمِحَن!!
فإلى متى سنبقى ندور في دوامة (لن)؟!!