22 ديسمبر، 2024 7:39 م

أولياء أمور الكراسي!!

أولياء أمور الكراسي!!

ما قدمه الكتّاب والمفكرون والفلاسفة والمهتمون بواقع دول الأمة وأزماتها يمكن وصفه بالثرد حول الصحون!!
قد يقول قائل ما هذا الإتهام الجائر , ويغفل أن واقع دول الأمة ومنذ نهاية الحرب العالمية الأولى , أصبح مرهونا بالدول المنتصرة فيها , التي تفرض عليها ما يخدم مصالحها , ويؤمّن إستلابها لثرواتها.
ومن الثوابت الراسخة أن لا يُسمح لأي نظام حكم وطني , وأي حاكم وطني يبرز, يتم التنكيل به ودفعه إلى سوء المصير.
وما بين الحربين العالميتين كانت الدول الأوربية وعلى رأسها بريطانيا تقرر مصير دول المنطقة , وبعد الحرب العالمية الثانية , إستلمت الراية القوة المهيمنة على مقدرات الدول إلى يومنا هذا.
فما يحصل بضوء أخضر من القوة القابضة على مصير الأمة , فحكام الدول ومنذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين , دمى تحركها السفارة المعنية بالأمر.
أغفل ذلك المفكرون عن قصد أو عن خوف , وراحوا يلومون الشعب المغلوب على أمره , بالذين يأتون من المجهول بلا علم ولا ثقافة ولا خبرة , ويبدأون بتنفيذ الإملاءات والبرامج والمشاريع المطلوبة لبقائهم في السلطة لحين.
فمَن أسميناهم بالقادة أدوات لتأمين مصالح الدول المهيمنة على المنطقة , ولهذا ما تمكنت الأنظمة من وضع الأسس الصحيحة لحكم دستوري معاصر في باقي الدول التي شقت طريقها بإرادات وطنية ذات نسبة عالية من الحرية.
وهذا يعني بإختصار أن دولنا محتلة بإستعمار فاعل فيها , وأدواته أبناء الأمة الموضوعون في الكراسي.
وعندما تكون الكراسي ذات إرادة حرة وقدرة على تقرير المصير , فعندها يمكن الحديث عن موضوعات فكرية وفلسفية ذات صلة بواقع حقيقي وليست بنظريات من بلاد الآخرين , يُراد تطبيقها على مجتمعات لا تعرفها.
فهل للكراسي أن تتحرر من قبضة أولياء أمورها؟
وهل للقوى المُستعمرة أن ترخي قبضتها على عنق المصير , إنها محنة أمة تتخبط في أوحال القادرين.