22 ديسمبر، 2024 2:34 م

من الحقائق المغفولة , أو التي يتحاشى المؤرخون الخوض فيها , أن معظم الذين نسميهم خلفاء وسلاطين وأمثالهم هم أبناء جواري , والعديد منهم لم يتزوج وإنما أحاط نفسه بعشرات , وربما بمئات من الجواري , والبعض منهم أضاف الغلمان لمملكة ملذاته وشهواته.
والجارية كل فتاة يتم الإستحواذ عليها في حرب , أي أنها فتاة أسيرة , ووفقا للعُرف السائد أن الغالب في الحرب يغنم المغلوب ويستبيح وجوده بالكامل , وهذا سلوك مارسته الأمم والشعوب حتى نهاية القرن التاسع عشر بل وفي القرن العشرين , وحروبها العالمية شاهد على ذلك , والتدميرية الأخرى المتواصلة , التي صارت فيها بلدان بأكملها غنائمها.
أنظروا واقع السلوك البشري على مدى الألفين سنة من التأريخ , وستجدون ذات السلوك يتكرر وبآليات متجددة ومبتكرة تتوافق ومعطيات زمانها ومكانها.
حتى ولو غصتم في سلوكيات الحضارات القديمة في بلاد الرافدين ووادي النيل , ستبدو الحالة واضحة , فلكل ذي قوة طوابير جواري وغلمان , ولا يوجد قوي إلا وكشّر عن نزعات شهواته ورغباته وبلا هوادة كأنه حيوان كاسر فتاك.
فالبشر هو البشر , وما فيه يحدد مسارات سلوكه ويرديه , ولا يمكنه أن يقنع أو يشبع من شهوة ولذة ورغبة وإندفاع نحو متعة , خصوصا عندما تنتفي الروادع ويرى أنه فوق كل رادع.
ولهذا فأن لكل كرسي جواريه , ولكل صاحب مسؤولية مَن يواليه , ويرتهن به ويجاريه , ولا يشذ عن هذا السلوك ذوي العمائم , ولو تظاهروا بالعفة والمُثل , فأنهم ينافقون , ولا يختلفون عن غيرهم من البشر الذي يموت عنده الرادع!!
فكلهم أولاد جواري , والجواري صَنعنَ القسمَ الأعْظم مِنَ التأريخ!!