23 ديسمبر، 2024 5:29 ص

أنف توماس فريدمان لم يشم طبخة ترامب

أنف توماس فريدمان لم يشم طبخة ترامب

توماس فريدمان الكاتب المعروف والصحفي في صحيفة نيوريوك تايمز والمؤلف لعدد من الكتب المتميزة, هذه الشخصية المشهورة التي يقال عنها أن كتاباته هي انعكاس لتوجهات الإدارة الامريكية,  حتى قيل ان لديه خط ساخن مع البيت الابيض لمتابعة التطورات اول بأول, جعلنا لا نستبعد ان يوضع تحت أنامله مفتوح يضع الرقم الذي يعجبه حين يريد أن يكتب مقال عن موضوع او عن وضع سياسي, أنه صاحب استقراءات ونبؤءات المستقبل السياسي لكثير من الاوضاع, وعلى سبيل الذكر لا الحصر جملته التي قالها في بداية الربيع العربي 🙁 بمجرد ان يتخلص المجتمع الشرق الاوسطي من الدكتاتورية التي يحكمه فانه سيجد نفسه في سقوط حر إلى رواق المسجد).
هذا الكلام الذي كشف صدقه ودقة وصفه للايام التي مر بها المجتمع العربي وما نزال في دوامتها, فثمار الربيع العربي سقطت بأحضان المتعصبين والمتطرفين والمتأسلمين, سوى بعض التشريعات التي سمحت بحرية التعبير وكان الشارع العربي بحاجة أليها.حاسة فريدمان لم تكن موفقة هذه المرة, ويبدو أنه لم يشم طبخة ترامب ذات الخلطة الغريبة فقد كان يتوقع ان الافكار التحيزية التي اعلنها ترامب أزاء موضوعات الأديان والعرق والمهاجرين, وأسلوب خطابه الذي غازل فيه الشخصية الاميريكية ستقف حائلا أمامه للوصول للبيت الابيض مما جعله يتكلم بثقة واطمئنان قبل ايام من فوز ترامب معولا على الاميريكيين بعدم منح الثقة لترامب كما ورد في مقاله (دونالد الغريب عن كل ماهو عظيم ) ومحذرا مما سيفعله ترامب بعد خسارته, إلا أن الصناديق منحت الثقة  لترامب!.
  يمكن انه لم يفهم الشخصية الامريكية صاحبة الانفاس المتعددة بعمق, فهو من اؤلئك الذين تغرست بهم سمات الشخصية الانكلو سكسونية الذين يميلون الى الخط الواضح والمدروس والحلول المستدامة وثقافة القوة, وتربى على انتخاب رؤساء ذو شخصية متوازنة لا غبار عليها وصاحبة رؤية شاملة لتطلعات الاميريكيين وطموحاتهم,  لهذا كتب بعد اقتراب ترامب من الفوز: “نقترب من نقطة الانهيار”.