7 أبريل، 2024 2:28 ص
Search
Close this search box.

أمريكا هي السبب والجميع أبرياء؟!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

“لاتلومن قويا أوْلمَتهُ الضعفاء”
هناك ثوابت راسخة للسياسة الأمريكية في المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم , وما تغيرت بل تطورت وتأكدت وتم البناء عليها والإستثمار فيها إلى أقصى ما يمكن الإستثمار , وهي واضحة ومعروفة ولا داعي للتطرق إليها , لكن الكراسي العربية تتصرف وكأنها في غفلة منها أو تتجاهلها وتغض الطرف عنها , فتدعو أمريكا لحل مشاكلها , وأمريكا تقولها بصراحة ومرارا وتكرارا وعلانية أن سياستي في المنطقة كذا وكذا , وعلى لسان جميع الرؤساء والمسؤولين منذ روزفلت وإلى اليوم , وستبقى على مدى القرن الحادي والعشرين.
فلماذا تتمادى المنطقة في سياسات ” أحبك واشتكي منك”؟!
أمريكا دُعيت لحل مشاكل العرب الداخلية , ولا توجد قضية عربية – عربية واحدة إلا وتم التوسل بأمريكا للمشاركة بحلها , بل ولا توجد مشكلة داخلية واحدة في أية دولة عربية إلا ودُعيت أمريكا لحلها؟!!
وأمريكا كأية قوة في الدنيا تفكر بمصالحها أولا , وماذا ستجني من مشاركتها في حل المشاكل , وكيف تستثمر فيها , وتوظفها لتأمين مشاريعها , فلا توجد قوة في التأريخ تتدخل ما بين أطراف متنازعة من أجل عيون هذا وذاك , وإنما هي من أجل مصالحها؟
فلماذا نلوم الذين يفكرون ويعملون من أجل تأمين مصالحهم وتنمية قوتهم وتعزيز أقتدارهم , وإغتنامهم للفرص المؤاتية؟!
أمريكا تقوم بواجبها الوطني في كل ما تفعله , ولا تفكر إلا بمصالحها وقوتها وغنائمها وأرباحها وإقتصادها القوي المتين , والعرب لا يفكرون بمصالحهم ولا بمواطنيهم ولا بالقوة الإقتصادية والعمرانية والسياحية والزراعية والصناعية والبُنى التحتية , إنهم شاؤوا أن يتعبدوا في محاريب الكراسي التي لايفكر الجالس فيها إلا بمطامعه الشخصية والفئوية والحزبية القصيرة المدى , ولا يعنيه من أمر الوطن ومواطنية شيئا.
وهذا يفسر هدر الثروات وإستخدام عائدات النفط لقتل المواطن العربي , وتجويعه وتعذيبه وقهره بالحاجات وبالكهرباء وبصعوبات العيش المتفاقمة , وهو الذي عليه أن يعيش برفاهية وعزة وكرامة ويتمتع بثروات بلاده ويتنعم بالحياة.
لكن الواقع المرير يشير إلى أن العربي المسكين مُبتلى بالقتل والمقاساة والعناء المرير , وعدم التمتع بأبسط حقوق الإنسان التي أقرتها الأمم المتحدة قبل أكثر من نصف قرن , بل وأقرها الإسلام منذ عدة قرون.
ترى متى سيستيقظ العرب من هذا الخبل السلوكي , والتوهم بأن الأقوياء يريدون مصلحة الضعفاء والأغبياء , ويدركون بوضوح أن القوة في الأرض عندما تُمنح فرصة فأنها تستعد للإفتراس , أيا كانت تلك القوة عالمية أو إقليمية , ولا فرق بين أمريكا وروسيا والصين وإيران وتركيا وأية قوة أخرى تتوفر لها فرصة االقبض على مقدرات الآخرين والإستثمار في مشاكلهم , فأنها لن تتردد ولو للحظة واحدة.
وما يفعله العرب ضد مصالحهم أجمعين , وهم أقسى من أعدائهم على أنفسهم وإخوانهم المواطنين!!
فلماذا لا يفكر العرب بمصالحهم ويتخلصوا من هذه الأوهام والهذيانات الإنتحارية؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب