18 ديسمبر، 2024 11:23 م

أمريكا … عدوتنا وعدوة الشعوب

أمريكا … عدوتنا وعدوة الشعوب

 لم تبل البشرية يوما بعدو لدود حاقد عليها مثل أمريكا ، وهذه البلوى وجدت منذ ظهور أمريكا على الكرة الأرضية ، وكان اول ضحايا الإمبراطورية الأمريكية التي قامت على الدماء وبنيت على جماجم البشر ، هم الهنود الحمر ، فقد أبادت هذه الإمبراطورية الدموية 112 مليون إنسان ينتمون إلى أكثر من 400 أمة وشعب ، بينهم 18.5 مليون هندي، لقوا حتفهم عن طريق الحرب الجرثومية التي استخدمتها صاحبة تمثال الحرية التي تدافع عن حياة الشعوب .
ان اكثر ما يؤلمني هو الوضع المتردي للوعي عند بعض أبناء أمتنا العربية ، والذي تدنى لدرجة انه لم يعد يفرق بين تدني مستوى الوعي والانبهار بمنظومة الحقوق التي تدعي أمريكا رعايتها؛ وتشن الحروب لأجلها، فإذا عجز الناس عن قراءة التاريخ واستيعابه؛ فانه سرعان ما يضع على عينيه عدسات تحجب الصورة الحقيقية المتمثلة بالواقع المظلم للتدخلات العسكرية الأمريكية في أكثر بلاد المسلمين!!
ان تاريخ امريكا المشين في المنطقة العربية بشكل عام والعراق بشكل خاص لا يقبل ولا يحتمل اي نوع من الشك بسوء النوايا التي تضمرها لنا، ولعل نعمة البترول التي انعم الله بها على العرب ، كانت وراء ماكنة السوء التي تقودها امريكا ضدنا والتي انتجت كل هذا الدمار والخراب الذي لحق بأمتنا النائمة الغارقة في احلامها الوردية والتي اصبح لونها  كلون الدم لشدة سباتها الذي يشابه نوم اهل الكهف .
ان ويلات العراقيين من السياسة الامريكية لم تعد تستوعب اوراقنا وتقاويمنا السنوية ولعل الاكثر سوءا فيها هو ما جرى منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا من قتل للأرواح وسلب للأموال وهتك للأعراض وهدم للبنى التحتية التي تم تشييدها منذ نشأة جمهورية العراق بأموال طائلة ، وحولتها امريكا الى انقاض ، ولعل المحزن والمؤلم في هذا الخراب والدمار ، انها اجهزت على تاريخ العراق وحضارته العريقة ، لتمتد ايديهم اللئيمة الى اقدم بنك حضاري عرفته البشرية منذ نشأتها وهذا اكبر دليل على حجم الحقد والكراهية التي تضمرها أمريكا للعراق وشعبه .
 
ان عيون امريكا لم تغفل للحظة واحدة عن تحقيق حلم آل صهيون وقد تمثل ذلك بترشيح شخصية يهودية معروفة ليكون حاكماً عاماً لعراق الانتداب، وهذا بحد ذاته بداية ” تحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات ” ، فباحتلال عاصمة الخلافة الإسلامية الثالثة ، حاضرة المنصور (بغداد)، وتسلم الإدارة الأمريكية زمام الأمور ، اصبح اليهود حكاماً فعليين للعراق ، ليبقى سيناريو الاحتلال قائما حتى بعد خروجهم المزعوم ، كونهم احسنوا اختيار اذنابهم ، ليكملوا مشوار الالف ميل ، ولعلنا نتساءل فيما بيننا : هل يعقل ان يقود العراق هكذا رجالات ، لانعرف غالبيتهم ، من اين اصلهم ومرد فصلهم ، وهل يمكن ان يحكم هؤلاء الضعفاء بكل شيء ، هذا العراق العملاق .
يوما بعد يوم تكشر امريكا عن انيابها لنا ولعل المقبل من ايامنا ، اسوأ مما نتصور ، لان ما يجري من سفك للدماء بهذه الوحشية ، دليل واضح على ان امريكا لا تريد لهذا البلد ان يستعيد عافيته وينهض من جديد ، ليبقى هذا السؤال مطروحا امام انظار الشرفاء والاخيار ، منتظرا الاجابة عنه ، عندما نصدق مع انفسنا وقبلها مع الله والوقوف صفا واحدا بوجه كل المخططات التي تحيكها امريكا ضدنا ونتعلم الدرس جيدا ونعلمه لغيرنا ، عندها يصبح لنا تكملة لاحقة لهذا السرد الذي نكمل فيه فضحنا لسياسة امريكا وخبثها معنا ، لتبقى جرائمها شاهدة على العصر مهما حاول المنتصرون تزلفا طمسها، أو تزويرها، او حجب الحقيقة عنها طوال هذه القرون التي مضت .