8 سبتمبر، 2024 2:50 ص
Search
Close this search box.

أمريكا خرجت من الباب وعادت من الشباك

أمريكا خرجت من الباب وعادت من الشباك

بعد ان جهزت أمريكا نفسها واعدت عدتها مع حلفائها وسخرت أبواقها لغزو العراق واحتلاله؛ بذريعة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل الذي ابيضت عيون مفتشيها وهي تبحث عنه، وكانوا كمن يبحث عن ابرة في كومة قش ، وعندما اقنعت نفسها المريضة وانفس اذنابها ، اتهمت نظامه السياسي بانه المصدر والممون والداعم للإرهاب .
أمريكا التي ضللت شعبها بتمنيات بعض عملائها من دخلاء السياسة العراقية ، بان العراقيينَ سوف يَستقبلونَ جنودَها بالزهورِ والزغاريدِ ، والحقيقة المرة والمفجعة لهم ، انها لم تجدْ غيرَ الرصاصِ بديلاً للاحتفاءِ بأجسادِ جنودِها المعتدين الذين اكتشفوا زيف ادعاء جنرالاتهم وقادتهم فوجدوا انفسهم وسط نيران مستعرة لا تخمد ابدا ، فتبددت امالهم واحلامهم التي ساورتهم ، ولم يجدوا غير الدموع رفيقا حميما لغربتهم ووحشة ايامهم .
لقد وعدت أمريكا الشعب العراقي بديمقراطيةٍ متميزةٍ يَحسدُهم عليها الاصدقاءُ قبلَ الأعداءِ ، وانها سوف تنقلهم من الظلمات الى النور ومن التخلف الى التطور ومن الدكتاتورية الى العدل والإنسانية ، لكن العراقيين الذين اوهم بعضهم نفسه وغيره ، لم يجدوا فيها غيرَ انيابٍ شريرةٍ تفتكُ بلحمِ ابنائِهم الابرياءِ الشرفاءِ دونَ رحمةٍ او ضميرٍ او انسانيةٍ ، فقتلت اشرافهم وهجرت علماءهم وسجنت مقاوميهم ولم تحسن الا بمعاملة جواسيهم وخونة دارهم.
الرئيس الأمريكي السابق بوش الصغير الذي تبجح وهو يتحدث عن خططه المقبلة وهو يعد العالمَ بانه سوف ينعم بالأمن والأمان بمحاربة الإرهابَ أينما حلَّ او ارتحلَ ، لم يجدْ غيرَ العراقِ مكانًا يجمعُ فيه مَن رعَتهُم أمريكا من الارهابيينَ ليقاتلهم في مدن العراق وقصباته التي كانت قبل مجيء جيشه الغازي والمحتل ، هادئة وامنة وعصية على كل من تسول نفسه ان يطأ ترابها الطاهرة ؛ لقد حولتْ أمريكا أبناءَ العراق الى أعداءٍ يتفرقُ دمهُم بينهم فيصعبَ الامرُ فيهِم وعليهِم.
 لم تكتف أمريكا بتحريرنا من الدكتاتورية ونشر فنون الديمقراطية الجديدة ولا حتى بمحاربتها للإرهاب الذي كان يقض مضاجعنا حتى زادت من انسانيتها واخلاصها للشعب العراقي المسكين بعدما كانت أموال العراق مستباحة لمن هب ودب  ، فجاءتْ لحمايةِ أموالِ العراقِ ، بعد ان سلَّمته الى افواهٍ شرهةٍ كالنار في الهشيمِ حيث تأكلُ ولا تشبعُ من حطبِها مهما القيتْ فيها.
 أمريكا التي خرجتْ من العراقِ بجحافِلها وجثثِ جنودِها بعد ثمانِي سنواتٍ من القهرِ والاحتلالِ عادتْ من جديدٍ تذرفُ الدموعَ عليه بحجةِ مكافحةِ الإرهابِ وهي اعلمُ مِن غيرِها مَن هُم صناعُ الإرهابِ ، فأقدمت على ارسال مستشاريها العسكريين والامنيين لتدريب الجيش العراقي الجديد الذي تتلمذ على يدِ خبرائها ولكن هذه المرة سيكون في مقرات حصينة تتمثل في القواعد الجوية ضمن الهلال السني فقط وهذا يؤكد حقيقة المغزى والفرضية القائمة بأن أمريكا ومدللتها إسرائيل تريد ان تجعل من السيطرة على هذه القواعد درعها لحماية تل ابيب ورسم خريطة جغرافية جديدة في المنطقة وتحقيق حلمها الذي طال انتظاره لإقامة دولة إسرائيل الكبرى ، فهنيئاً لكم أيها العرب الغارقون في سباتكم العميق ، لقد اصبحتم بين نارين ” الفرس امامكم واليهود من ورائكم ” فأين المفر؟

أحدث المقالات