18 ديسمبر، 2024 8:04 م

الأمم الحية توقد أنوارها وأمتنا تطفؤها , وهو سلوك متواصل في مسيرتها عبر العصور , والدور الأكبر فيه لفقهاء الكراسي الذين باعوا الدين بالدنيا.
أعلام الأمة الذين نتغنى بهم , كابدوا الصعوبات , وأتخذت بحقهم أبشع القرارات , ومن النادر أن تجد من لم يُصلى بنيران الكراسي وجحيمات فتاوى فقهاء السلاطين.
الأمثلة كثيرة , ومنهم الطبري , البخاري , إبن مسرة , وإبن رشد وغيرهم من أنوارها الساطعة؟
فالسائد أنها تريد أعلامها أمواتا , وتهينهم وتذلهم أحياءً , ولا يزال السلوك ساريا في أجيالها , ورغم شراسته وعدوانيته وضلالته وجهله , فأنه يشير إلى قوة وحيوية الأمة وصلابة إرادتها.
ففي الزمن المعاصر يعاني علماء الأمة ونوابغها , وتوضع أمامهم المصدات وتتراكم المعوقات , ومنهم من يفوز بالهرب وأكثرهم يغيبون في أقبية النسيان والإمتهان.
فأما أن يكون الواحد منهم بوقا للكراسي , أو حمالا للحطب والأرب , ولا توجد كراسي عالمة , ولا يجوز للمثقف أن يكون قائدا , ولا للأذكياء أن يتسنموا منصبا , فالمطلوب أن يقود الأمة الجهلة الأغبياء , المغفلون المذعنون لإرادة الآخرين , والواحد منهم مفعولا به وحسب.
تلك حقيقة مريرة عاصفة في حياة الأمة , يحاول الكثيرون غض الطرف عنها , وعندما تسألهم أين القيادات الذكية ؟
يغضبون ويحسبونك عدوهم الكبير.
أيها الناس إن الكراسي الغبية تقاتل العقول الذكية , وتتسبب بتداعيات وويلات مريرة.
فكيف تفسرون واقع دولة ثرية وشعبها في فقر مدقع ومدنها من بنات القرون الوسطى.
أ ليس هو الغباء , وقولوا ما تقولونه بعد ذلك!!