18 ديسمبر، 2024 6:25 م

الدين صراط رحمة ونقمة!!
الدين سيف ذو حدين , ووسيلة ذات غايات متنوعة , فالدين حصان غائر والذي يركبه يفوز بما فيه!!
والنفس الأمّارة بالسوء عدوة الدين والمستعبدة له!!
الدين طريق ذو إتجاهين!!
قد نستغرب مما تقدم , لكن وقائع السلوك البشري المتكررة تؤكد هذه النمطية المتقاطعة ما بين البشر والدين.
وفي مسيرات البشرية المتلاحقة تتفوق النفوس الأمّارة بالشرور على قوى الخير والمحبة والسلام , وتتمكن من تطويع أي دين للوصول إلى أهدافها والإمساك بغاياتها.
فالدين مصدر قوة وضعف في وقت واحد!!
وهو كأي موجود مادي أو معتقدي في الأرض , يمكن تسخيره للقيام بالعديد من الأفعال ذات النتائج المفتوحة المفترقة , فالدين كالسيارة التي تأخذنا إلى المكان الذي نبغيه , وفي نفس الوقت يمكنها أن تقتلنا , بإصطدامها بسيارة أخرى أو بإنقلابها , أو بتحويلها إلى قنبلة موقوتة بحشوها بالمتفجرات لتحصد العشرات منا , كما يحصل في دنيانا المتأججة بالصراعات والصدامات الدموية المتنامية.
ولا يوجد دين لم يمارس سلوك السيف ذي الحدين.
وفي هذا تكمن مأساة الحياة بالدين!!
فيمكن قتل أهل أي دين بدينهم , وذلك بشقه إلى نصفين أو أكثر وتحويل كل مجموعة فيه إلى حالة تدّعي بأنها تمثل الدين , وغيرها عدوّة الدين أو لا تمثله وتدّعيه , وبإذكاء جذوة الصراع وتوفير السلاح والأعتدة اللازمة للأجيج , يدخل الدين في متوالية إهلاكية محّاقة تحصد ما لا يخطر على بال من المعتقدين بالدين.
وما يحصل في مجتمعاتنا يترجم هذه القوانين والنظريات والتفاعلات القاضية بقتل أهل الدين بالدين , وترتيب أوضاع التقاتل بسيطة ولا تحتاج إلا لتسميات , والقيام بأعمال إجرامية ذات طاقات إنفعالية صاخبة تؤجج ما في الأعماق البشرية من إنفعالات سلبية وعواطف عدوانية , وزرع أسباب الكراهية والبغضاء ما بين أصحاب الدين الواحد.
وعليه فأن من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني وعي حقائق ما يجري ويتحقق , والكف عن التحول إلى أداة ودمية في دولاب تدمير الدين بالدين , وقتل المجتمع بالدين.