لم ينتهِ كلُّ شيءٍ يا هذا! البئرُ لم ينشفْ تماماً، هناكَ دربٌ يُمكنُ لأقدامِكَ أن تخلّفَ أثراً فيه! ولمْ تحلّقْ كلُّ الطيورِ بعد!
لـِـمَ إذن؟ لـِـمَ؟ تجلسُ يدُكَ على خدِّك؟ تثني ركبتيك؟ تقيّدُ انشراحَك بالتباكي الرخيص؟ لـِـمَ لليأسِ تتيحُ فرصةً كي يُرملَ نساءَ أملِك؟ تتركُ الفأسَ الأسود يحتطبُ غابتَكَ؟ والرملَ يمتصُّ ماءك؟ لـِـمَ تستضيفُ المستنقعَ الآسنَ على حسابِ جداولِ الأرضِ الجارية؟ لـِـمَ تنتحبُ من انطفاءِ المصباحِِ وقوسُ قزحٍ يُشرقُ هناك؟!
على هذا، تكّاتُ نبضِكَ فائضةٌ عليكَ، وخسارةٌ هو الشهيقُ الذي تستهلكُهُ رئتاك. قفْ على قدميكَ وطاردِ الريشةَ وهي تسبحُ في الهواء. انفخْها كي ترتفع، واستمتعْ بانقلاباتِها الرشيقة.. دعِ الماءَ يغسلُ يديكَ، مكوناً حبيباتٍ لامعةٍ على نتوءاتِ أوردتِك؟ الحسْ تلكَ الحبيباتِ كأنكَ تمارسُ الحب! اركضْ عارياً إلا من هدفِكْ.
أتظنّ أيها الغافلُ أنّ الألمَ حزين ينحبُ باكياً ويلطمُ وجهَهُ، حقاً؟ إنه شكلٌ من أشكالِ الفرح! أتظنُّ الضياعَ تيه،
لا! هو دربٌ في البحثِ لم يصلْ مبتغاهُ حتى الآن..
قلْها ولو في سرّكَ، قلْها مرّةً واحدة:
لم ينتهِ كلُّ شيءٍ بعد، ولن!
لا تعتقِدْ أنّ السعادةَ رهينةٌ بلمعانِِ أسنانِكَ في الابتسامْ؛
ما لمْ تستوحدْ لنْ تقدّر كمَّ الدّموعِِ الذي خلّفهُ هذا البوح!
(كلّ لحظة وانتم سعداء)