18 ديسمبر، 2024 8:59 م

الحق هو ما وافق العقل النظري…
والعقل النظري هو إدراك ما ينبغي أن يُعلم، كإدراكنا بأن السماء فوقنا والأرض تحتنا وادراكنا بإن الكل أكبر من الجزء…
إن مدركات العقل النظري كثيرة سواء كانت مدركات بديهية أو نظرية…
وكل شيء يدركه العقل النظري فهو حق…
فالذي يتمنى أن يكون طبيبا فعندما يصبح طبيبا نقول قد تحققت أمنيته، فالحق والتحقق والحقيقة كلها تُدركُ بالعقل النظري…
نعم هناك فرق بين العقل النسبي المتناهي (كالعقل البشري) والعقل المطلق اللامتناهي وهو العقل الإلهي.. .
ونسبة العقل النسبي المتناهي إلى العقل المطلق اللامتناهي هي صفر..
إن الأمر بمعرفة الحق يتطلب منا الاعتماد على العقل والحس وتجنب الهوى والنفس الأمارة بالسوء التي تتدخل بالصغيرة والكبيرة وتعترض على كل ما هو حق وعدل…
إن العقل البشري لا يمكن أن يستغني عن العقل الإلهي المطلق، ومن هنا كان الإلهام والوحي خير معين للعقل البشري بل إن العقل البشري لا يمكن أن يتطور ويتكامل بدون الوحي والإلهام.. .
فالنبوة تمثل همزة الوصل بين العقل الإلهي المطلق والعقل البشري النسبي..
والعقل النظري يُدرك ضرورة أن يكون هناك همزة وصل لا تسهو ولا تخطأ وهذا هو معنى العصمة الواجبة…
فإن وجوب العصمة المراد منه الوجوب العقلي الذي نعبر عنه بالضرورة العقلية…
فوجود معصوم بالذات ضروري بحكم العقل النظري والعملي…
ومن هنا يتضح أن العصمة الواجبة هي حق لأن الحق هو ما وافق العقل النظري…