23 ديسمبر، 2024 12:13 ص

أضواء على كتاب الاجتهاد والتقليد(60)

أضواء على كتاب الاجتهاد والتقليد(60)

((مسألة 13)) إذا بقيَّ على تقليد الميت إهمالاً أو مسامحة من دون أن يقلد الحي في ذلك كان كمن عمل من غير تقليد وعليه الرجوع إلى الحي في ذلك.
وقد قلنا فيما سبق أن الحي الجامع للشرائط يعتمد على فتواه في إجازة التقليد البقائي وعدمه, فهو يُعطي الكبرى والقاعدة العامة وعلى العامي أن يحرز الصغرى فإذا كان العامي يحرز أعلمية الميت فإن البقاء على تقليده جائزاً لأن الكبرى التي يفتي بها مشهور الفقهاء بما فيهم الأحياء وتنص على جواز التقليد البقائي إذا كان الميت أعلم من الحي,
أما إذا كان الميت غير أعلم فإن التقليد البقائي لا يجوز بل يجب لو من باب الاحتياط الوجوبي العدول من الميت إلى الحي ولكن هذا يعتمد على كون العامي قد أحرز بالحجة الشرعية كون الحي أعلم من الميت لأن الاتصاف أو أحراز الأعلمية هو من الموضوعات ولا يجوز التقليد في الموضوعات بل التقليد يكون في الأحكام ..
وكثيراً ما يثيرُ المغرضون هذه التهمة على أبناء التيار الصدري الذين يدفعون ضريبة التزامهم بالشريعة وطاعتهم للحوزة الناطقة ولكن كل هذا لا يراه أولئك المغرضون مع شديد الأسف فتارة يوجهون الاتهام لأبناء هذا الخط الشريف بأن تقليدهم البقائي غير شرعي وهؤلاء المغرضون يعلمون أن التيار الصدري وجميع أبناء هذا الخط الشريف يعلمون ويحرزون المجتهد الذي سوف يقلدوه في هذه المسألة في حياة السيد محمد الصدر ((قدس)) وبعد استشهاده…
وقد اتضح فيما سبق أن الجواز محرز أي جواز البقاء على تقليد السيد محمد الصدر((قدس)) في مطلق المسائل وخصوصاً بفتوى كبار مراجع الشيعة حفظهم الله والكثير منهم من صرّح بذلك كالسيد الحائري وغيره وحتى الذي لم يصرّح فإن فتواه هي التي تصرح بالبقاء على الأحوط وجوبا…
بقيَّ شيءٌ الآخر أن إجازة مجتهد واحد أو أكثر في البقاء على تقليد السيد محمد الصدر ((قدس)) فهي شهادة باجتهاد وأعلمية السيد محمد الصدر على حدٍ سواء ومع ذلك نجد بعض العقول المتعفنة والتي لا تعي ما تقول شأنها شأن الببغاء تسمع منهم ولحد هذه اللحظة أنهم يشككون باجتهاد السيد محمد الصدر((قدس)) اليس في إجازة الأعم الأغلب من الأحياء دليلٌ على الاجتهاد؟
وكيف يجوّز كبار مراجع الشيعة البقاء على تقليد غير المجتهد؟
بل أن البقاء منوط بالأعلمية!!!
وليس عند هؤلاء الجهلة سوى تأثيرهم الباطل على العقول الساذجة وإنّا لله وإنّا إليه راجعون .
وليس هذا من تأريخ الرسول صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام ببعيد وهؤلاء يذكروني بكلام الملعون الفاسق يزيد الكافر حينما قال للحوراء زينب عليها السلام (( إنما خرج من الدين أبوك وأخوك )) , وهذه من أعظم المصائب التي تهون معها كل المصائب ولكن من المؤسف جداً أن يلبس هؤلاء الجهلة ثوب يزيد بن معاوية!! وهم يدعون أنهم من شيعة علي عليه السلام!!
وأقسم صادقاً بأن علياً عليه السلام بريء من هؤلاء لأنهم يفترون على عبدٍ من عباد الله الصالحين وابن بارٍ للنبي والإمام علي وفاطمة عليهم الصلاة والسلام ولو كانوا فعلاً صادقين في تشيعهم لما قالوا هذا البهتان أسال الله تعالى أن يتوب عليهم ويهديهم ويخرجهم من ظلماتهم إلى نور الحق والعدل والهداية.
إن أبناء التيار الصدري لا يجوز لهم العدول إلى الحي الجامع للشرائط والسر في ذلك هو إحرازهم واعتقادهم بأعلمية السيد محمد
الصدر((قدس)) والتي تدعمها عشرات الحجج والبراهين بل أنها تتعدى المئات.
وللحديث بقية اذا بقيت الحياة….