17 نوفمبر، 2024 1:21 م
Search
Close this search box.

أضحى التنائي طبيبا قد يداوينا!!

أضحى التنائي طبيبا قد يداوينا!!

كورونا فعلت بنا ما لم يفعله وباء قبلها , فبسرعة فتاكة بعثرتنا وعزلتنا , وحررت الأرض من شرورنا , وأشعرت المخلوقات الأخرى بالسعادة من دوننا!!
وقد “أضحى التنائي طبيبا قد يداوينا” … وناب عن طيب لقيانا تجافينا!!
فإنْ طابَ لقيانا سيُنهينا!!
هذا الصباح أنا الوحيد الذي عليه أن يغادر المنزل ويذهب إلى سوح قتال كورونا , وما أدهشني فرح الأطيار ومرحها وإجتهادها بتلحين سمفونية الصباح , فهي مستغربة مني , وكأني قد أقلقتها , وأنذرتها , فأعلمتني أن البشر عدوها!!
فتساءلت , أين الضحكات والقبلات والهمسات والأحضان والإمعان في التفاعلات الشهوانية والتواصلات العدوانية ما بين البشر؟
الناس تتنافر , وتهرب من بعضها , وتضع الكمامات على أنفها وفمها , وتلبس القفازات , ولا تريد تفاعلا مع الآخر , لأن البشر صار قتّالا للبشر من حيث لا يحتسب!!
الفرار هو الفاعل في الحياة الأرضية التي توهم البشر بأنه سيدها , وإذا بها تخبره بأنه زائر عليه أن يحترمها ويلتزم بأصول الضيافة , وأن لا يتوهم بأنه قد إستعبدها.
وأين النظرات العدوانية والكبرياء والنرجسية والتباهي بالمظاهر البراقة والسيارات الفارهة , والبذخ في المشرب والمأكل , وتناسي الآخر المسكين الذي يحلم بوجبة طعام واحدة؟
أين الرغبات المهوسة بالمال والضياع والعمارات والأرصدة والعقارات وأسهم الأموال , وهذا التشامخ والتطاول الفارغ على الآخرين؟
أين الحركة , فالشوارع خالية , والمحركات صامتة , ولا تسمع غير حفيف الأشجار وترانيم الطيور , وأظنها تسبّح لخالقها العظيم وتشكره على نعمة وقايتها من شر البشر الذي زودها بالمخاوف والهلع , فانقلب عليه ما كان يبغيه.
فالحياة البشرية أصيبت بالضربة القاضية , وخيّمت عليها إرادة السكتة السلوكية , وهي كالصيحة التي جعلت البشر في ديارهم خائفين حائرين مرعوبين , وإن عادت فستجعلهم جاثمين!!
أيتها الأرض أدركنا الرسالة وحفظنا الدرس , وتعلمنا أصول الضيافة , فهل من رحمة ورأفة ومغفرة؟!!

أحدث المقالات