“يا زماناً بزمانٍ يُجْلدُ…وحُطاماً بحُطامٍ يُسْنَدُ”
عام بأعوام عثور , والخراب يدور , والدمار يثور , والتنكيل بالبلاد والعباد يجور , فالوطن في التنور , والشعب يتضور ويخور!!
شعب يهرب من بلاده , ويهجر مواطن وجوده , ويقطع جذوره , والحكومات منشغلة بنزاعات تقاسم المناصب والكراسي ونهب الثروات , والتخندق بالفئويات والطائفيات والمذهبيات , المأزومة بمصالحها , والغير قادرة على التصالح مع ذاتها وموضوعها , وتريد المجتمع أن يتطاحن لكي تنطلق بحرية وبلا رقيب في النهب والسلب والإستحواذ على ما تطاله يداه.
الحكومات مصابة بإضطرابات سلوكية تؤذي كل شيئ , وتفضي إلى المخازي والسيئات والتنابز بالدونيات.
ماذا سيكتب التأريخ عن هذه الفترة , التي لا تتوافق مع أبسط معايير التحضر , ومقتضيات العصر المتنور بالمعارف والعلوم.
حكومات فاشلة , فاسدة , ممعنة بالسذاجة والإنفعالية والعاطفية العمياء , حتى صار كل شيئ تجارة , وإبتذال فتحوَّلت القيم السامية إلى إنحدارات سلوكية , لأنها لا تمتلك المهارات الرشيدة اللازمة للحكم , فلا إلتزام بدستور ومعايير وضوابط ذات قيمة وطنية , وإنجازات نافعة للجميع.
حكومات سيئة الإدارة والتدبير ومنقطعة عن الواقع , وتتلقى أوامرها من الآخرين , وتجاهد لتأمين مصالح الطامعين بالبلاد وثرواتها , فخربت الدولة وقضت عليها بالضربة القاضية , ومحقت روح المؤسسات وإرادة التفاعل الوطني الإيجابي.
ولايُعرف ماذا يقولون لأنفسهم , وهل لديهم ضمائر حية تؤنبهم , وشعور بالمسؤولية يحاسبهم , وقدرة على خدمة الوطن والمواطنين.
إنها محنة الكراسي , وإشكاليات حكم , يندى لها جبين الحجر , وهي جارية بلا إنقطاع ولها تداعياتها المريرة في الواقع.
فهل من قدرة على الحكم الرشيد؟!!
بلاد فيها طاقات لا حدود لها , وويلاتها بلا حدود!!