22 ديسمبر، 2024 11:08 م

أسئلة ممنوعة من الصرف!!

أسئلة ممنوعة من الصرف!!

أسئلة يخاف الكثيرون من طرحها لأنها تثير مشاعر وأحاسيس ومواقف ورؤى وتصورات , لكن الأجيال ستسألها , والتأريخ سيجبرنا على البحث في أجوبة مقنعة لها.
رؤوساء أربعة دول وفي وقت متقارب رفعوا رايات الهروب والإنهزام , وما وجدنا واحدا منهم وقف وتحدى ومات واقفا.
أولها ما حصل لرئيس العراق , الذي ما ثبت في مكانه وواجه , وإستشهد بعزة وكبرياء دفاعا عن مبادئه , وما كان يردده ويدعو إليه.
وثانيهما الرئيس الليبي , الذي جردوه من كل شيئ , وأذعن لهم وسلمهم ما بحوزته من اسلحة , وعوضهم عن تهمة ألصقوها بليبيا , وبالنتيجة ما تحدى وهرب , وإنتهى إلى ما إنتهى إليه.
وثالثهما الرئيس اليمني , الذي تصرف بآليات غريبة , ذات مسارات إندحارية وإنتقامية عمياء , فإنتهى إلى مصير مشؤوم.
ورابعمهما الرئيس المصري , الذي جمّد مصر لثلاثة عقود , وتجمّد هو الآخر وقدم نفسه بإستسلامية وضعف وهوان.
وقبلهم هرب الرئيس التونسي , وحلق تائها في الجو حتى إنتهى إلى دولة منحته اللجوء السياسي.
والسؤال المدوي , لماذا لم يعبّروا عن سلوك بطولي وطني يلهم الأجيال؟!!
وقولوا ما تقولونه عن الرئيس الأوكراني , لكنه رفض الهروب , برغم عروضاته , وقرر الصمود أمام أعتى قوة , وكان يعرف ما عندها وما ستقوم به , لكنه بقي ثابتا وملهما لشعبه , الذي يستمد صموده من قائده وهو يعلنها لن يغادر مكانه , وسيقاتل ويستشهد في سبيل وطنه.
ولا بد من القول بأن الأمة تفتقر لقادة يلهمون أبناءها ويشدون من عزيمتهم , فالعلة الحقيقية تكمن في قادة الأمة المجردين من القوة والإقتدار والخصائص الإلهامية.
فالشعوب تحتاج إلى مثل أعلى , وبدونه لا تستطيع أن تنطلق في مسيرة ذات قيمة ومعنى إنساني وحضاري.
وأمتنا تخلو من الأمثلة العليا اللازمة لشحذ الهمم.
فهل من قائد رشيد مجيد؟!!
د-صادق السامرائي