ما يجري ويدور في العراق منذ ما قبل إحتلاله وحتى اليوم يتحقق وفقا لمعاهدات خفية ما بين القوى التي إحتلته والقوى الإقليمية بأنواعها , ووفقا لبرامج وخطط كلٌّ يقوم بدوره فيها.
والتبريرات المسوقة إعلاميا لا قيمة لها , وغايتها الخداع والتضليل والدجل , وذر الرماد في العيون , وما يحصل لوثائق العراق فأنها مُستلبة وقد إطلعت عليها أجهزة المخابرات في الدنيا , ولديها نسخ منها حتما , وما عاد للبلاد مجرد تعمية وتمويه , لكي يصدق الناس بأن لديهم أرشيف , بعد أن إنتهكت حرمات الوطن , وفضت بكارة وجوده وأستبيحت كرامته وعزته , وصار من العراة المنبطحين في ميادين النخاسة والعهر الحضاري الجديد.
إن عاد أرشيف أو لم يعد , فلا خير منه يرتجى , ويبدو أنه قد أعيد لكي يساهم في المزيد من الويلات والإنتهاكات لحقوق الإنسان , ولقتل الأبرياء بتهم ما أنزل الله بها من سلطان.
أي أن هناك نوايا سيئة وبرامج فتاكة تتصل بما يُسمى إعادة الأرشيف , وكأنهم يقومون بوضع المبررات لصفحة دموية عاصفة تفتك بالبلاد وتمحق وجودها.
لماذا في هذا الوقت يتم الكلام عن أرشيف؟
ولماذا بهذه السرعة الغير مسبوقة يتم نقله؟
ولماذا هذا الضجيج الإعلامي بخصوصه؟
هذه الأسئلة تثير أجوبة مشبوهة , وتفضح برامج سيئة مرسومة في الخفاء وبتعاون الدول الإقليمية والعالمية التي تشترك بهدف إفتراس العراق.
والمفجع في الأمر أن العديد من أبناء البلاد قد تم برمجة أدمغتهم ونفوسهم , وتحقق إمتطاؤهم وتحريكهم كالدمى لتنفيذ المشاريع المناهضة لوجود العراق كقوة إقليمية , وكينونة حضارية لها تأثيرها الإنساني والإبداعي الأصيل.
وتطالعك أسماؤهم الملطخة بالعار والشنار وهم يرفعون رايات معاداة وطنهم وأبناء شعبهم , ويتفاخرون بخدمة الآخرين الذين يطمحون لإمتلاك العراق.
فقل تجفيف ولا تقل أرشيف!!
وإنّ لكلّ خوّانٍ أثيمٍ يوم مخيف عنيف!!