مِن البديهي أن يستثمر مسعود البرزاني؛ حادثة أسقاط تركيا للمقاتلة الروسية “سوخوي-٢٤”، والتصعيد الروسي تجاه أنقرة، ما أدى إلى خسارتها المادية في مجال السياحة، وتعطيل أنشاء المفاعل النووي، إضافة للضربة الكبرى متمثلةً بقطع الغاز، كونه معروفٌ بالتحالف مع الشيطان، في سبيل تنفيذ مصالحه الشخصية.
عائلة البارزاني التي باتت تُعرف، بالتجارة أكثر من السياسة، كونها تُسيطر على كل موارد أقليم كوردستان، الطبيعية وغيرها المصدر من الحكومة المركزية، وهي بتحكمها بالأموال تفرض على الشعب الكردي، ما يخالف طموحاته السياسية.
زيارة مسعود الأخيرة لتركيا؛ لَم تكن بريئة كسابقاتها، فهو يستثمر خلافات تركيا الأخيرة مع روسيا، ليطرح نفسهُ بديلاً في وقت لا يمكن لأنقرة رفض مساعيه، كونها لا تحاول فتح جبهة داخلية مع أكراد تركيا، الذين يؤثر فيهم البرزاني بصورة أو أخرى.
بعد سنوات مِن غسيل الأموال؛ تتجه عائلتي البرزاني وأردوغان؛ لفتح خطوط غسيل البترول، خصوصاً وأن التقارير الروسية الأخيرة أثبتت، سطوة بلال نجل أردوغان على النفط المصدر من قبل داعش، ونشرت مجموعة صور تجمع الابن الاكبر للرئيس التركي، مع قيادات متنفذه في داعش، مرفقة بصور لشاحنات البترول المتدفق من المناطق، التي يسيطر عليها التنظيم في العراق.
الملفت للنظر هو عرض البارزاني للوساطة؛ بين حكومتي بغداد وأنقرة، بعد التوترات الأخيرة نتيجة الغزو التركي للموصل، وكأن البرزاني قائد لدولة محايدة، أو بالدقة أن الأقليم لا يعترف بمواقف بغداد التصعيدية، ولا نعرف منذ متى أصبح لكاكا مسعود؛ علاقة طيبة مع الأتراك؟! فهما على خلافٍ دائم، يمكن أن نختصره بوقوف تركيا، ضد مشروع الدولة الكردية.
أسرائيل؛ صديقة الطرفين وصاحبة التأثير في قراراتهما؛ هي من قرّب وجهات النظر، وأسست لشراكة تجارية دائمة، بين العائلتين (مسعود و أوردوغان)، كونها المستفيد الوحيد من غسيل البترول العراقي؛ حيثُ لا يتعدى سعر البرميل الواحد، نصف السعر المعروض في “أوبك”.
تصريحات السياسي الكردي البارز؛ محمود عثمان؛ حول العلاقة بين البرزاني وإسرائيل؛ تُدلل على إنها ليست وليدة اللحظة؛ فقد أكد عثمان على زيارته لإسرائيل مرتين بصحبة ملا مصطفى، (والد مسعود البرزاني)، فيما أعترف بزيارة مسعود لتل أبيب ثلاث مرات، أما مسرور نجل مسعود الأكبر، فهو كثير السفر لأسرائيل؛ كما صرح عثمان.
هذه الزيارات مع علاقة أنقرة المعروفة مع الإحتلال الصهيوني؛ توحي بأزدهار قريب لسوق النفط المهرب، خصوصاً إذا ما طرحت كوردستان طريقاً أخر لتهريب النفط؛ غير الطرق التي سيطرت عليها الطائرات الروسية؛ والتي كانت تركيا تستخدمها سابقاً.
زيارة البرزاني هي محاولة للقفز بأيرادات العائلتين؛ وتبديل الصنعة القديمة (غسل الأموال)، إلى ما هو أكبر وأكثر نفعاً (غسيل البترول)، بعد نجاح العائلتين بأدخال داعش إلى العراق، والإخلال بسيطرة الحكومة المركزية على صادرات النفط، مضافة إلى نفط الأقليم وكركوك، ستجد شراكة “العائلتين” منفذاً لأعتبارهما، أكبر مُصدر للنفط في العالم.