يقيم اتحاد أدباء وكتاب البصرة في صباح يوم السبت الموافق 31 /12 نهاية هذا العام جلسة تأبينية للزميل للشاعر الراحل( سلام الناصر). وقد أصدر الشاعر الراحل كتابه الشعريّ البكر (هفوات الدهشة) في البصرة عام/2006 /على نفقته الخاصة. وأحتوى إحدى وثلاثين قصيدة ، وزينت غلافها الخارجي لوحة شقيقه الفنان التشكيليّ المقيم في بريطانيا( يوسف الناصر).كما صدر للشاعر ” سلام الناصر”عن/دار الينابيع للطبع والنشر والتوزيع في دمشق/ وكذلك طبعتها الثانية عن اتحاد أدباء وكتاب البصرة/ مجموعته الشعرية الثانية(فتى بريء) وقد أهداها إلى ولده (علي) الذي “اغتاله الجيش البريطاني في البصرة بلا مبرر”، كما جاء في نص الإهداء. وقد احتوت مجموعة (فتى بريء)على 46 قصيدة عدا المقدمة المعنونة(حكاية يرويها قتيل) كرسالة يرسلها ولده المغدور (علي) المولود عام 1988 والمقتول في البصرة عام 2007 بصفتها وردة من مطاط.وقد تمحورت اغلب القصائد على فجيعة الشاعر بفقدان ولده:
“يا هائماً بذاك الحي ّ اخبرني
كم من صديق توارى وأنطفى..
عجبي عليك إلا تدرك مودتنا
أم إن قوام الأهيف العذب
قد يفتن العينين زهواً دونما نضب
أم إن برجك في التكوين والشهب
برجاً سماويا وفي الصحراء مسكنه”
ويتابع الشاعر بأسى ولوعة متابعة الأشياء الصغيرة التي خلفها الراحل وبدت قيمتها لامعة حية، دافقة بالحياة ،و لا تنسى بعد رحيله المفجع مثل: طيور الزاجل وجدول المدرسة وأوراق الامتحان، ودراجته الهوائية. لكنه عند انكشاف الواقع ، بعد لحظة الذهول والفجيعة والفقدان يقول على لسان ولده الفتى الفقيد:
“حين أطوف في الخميس
فلا أرى غير خطاي
توهجت مثل الزجاج
ما حال ظنّك إذ توّرد بوفاء صحبي
وقدوميّ الليلي ما حال أمي..إخوتي
ومقعد الامتحان”
ويستمر الشاعر الناصر بنواحه الشعري، مستعيداً حتى همسات القابلة التي سحبت الصغير إلى الحياة لأول مرة:
“يا للقوام..
يا للعين
فالجسد
لعلها ختمت بلحظة برجه
حظاً عاثراً
أو- ياء- في (ش..ه..د)
الزميل الشاعر الراحل الناصر عضو اتحاد الأدباء العراقيين وسبق له أن ترأس نادي الشعر في البصرة..وله كتاب شعريّ جاهز الطبع عنوانه (نيازك العزلة).