17 نوفمبر، 2024 4:38 م
Search
Close this search box.

“أدميتي” أغتصبت “ربهم”

“أدميتي” أغتصبت “ربهم”

.. ثُم مشيتُ مَحنيةُ الرأس، قامتي خَجِلة، تنتابني لَحظات الأنتشاء، ليسَ مِنَ الجِنس،، بَل مِنَ الآدمية.. وقتها أحسستُ بأدميتي، وسطَ صُراخ الحيوانات،، لا.. ليسَ حيوانات؛ كَلبُ جارنا “خالد” كان عاقلاً، بعيداً عَنْ تَعاريف العَقل الفلسفية، نعم وكان مؤدباً، يَغض بصرهُ لحظة شعوره بأنثى مسبية، ربما هي عادة أكتسبها مِنْ لا أحد..

أه.. ما أجملَ الأغتصاب، ما أحلى الشُعور باللانهاية، كُلَ يومٍ وساعةٍ ودقيقة، أعاود الكرّة، ليسَ لأني أريد، كُنتُ مَنزوعة المشاعر، هُم يطلبون يريدونني بالأسم، أنا أو أخواتي أو “فاتن” الصهباء بِنتُ قريتنا، تِلكَ البعيدة عَنْ عيون الخليقة، وجدتها،، رأيتها بأم عيني، تَغتصبُ أربعة مِنهم، ضفائرها التي رَكَضت يوماً على الجَبل، رَبطت أطرافهم التحتية، كانت كالأرجل لكنها ليست أرجل، مَخلوقات غريبة، لَم تعهد عيني رؤيتها، لكني سَبق وشاهدتها.. أين؟ أين؟ لا أدري لا أدري.

بيتنا القديم في “شنكال” كان يضُمنا جَميعاً، ذاك الصغير، القديم، الذي بناهُ والدي قبلَ وفاته ليقينا عينَ ناظر، لا لوحات فِيه لا رسوم، شيبة أمي مَعَ صوتها الحزين، كانا اللُقية الأثرية الوحيدة فيه، لُغة أجدادي ولهجتهم، عصبيتهم وتعصبهم، رأيتهُ في أمي، الشرفُ عِندَ أمي وديعة الرب، أمي هي التي علمتني أصون الأمانة..

كانت “شِنكال” باريس، تَضجُ بشوارع موسكو، على أرصفتها تَجد “البندقية” غارقة بالأطمئنان، هي ليست كذلك؛ نحن كُنا نراها هكذا..إلى أنْ جاءوا، ذاك اليوم الساخِن مِن آب، سِخونة طقس وشرف، كان أحساسي بشرفي ساخناً، كُنتُ باردة الأمل..

قرأتُ يوماً ما عَنْ المغول، في بادئ الأمر أسترجعتُ ذاكرتي، هل كانت نهايتهم في تلكَ الصفحات؟، “لالش” أصبحَ بعيداً هذه المرة، كنتُ أسأله عن هذه المواضيع عندما كنتُ أتنفس، دَخلوا “شنكال” وصلوا البيوت، لا ضجيج خارجاً سوى الصُراخ،، لقد أخذونا.. قَتلوا أخوتي الثلاثة حتى “شَمال” الصغير، تَركوه مُقطعاً.

رَحلَ آب الشهر الذي تعودناه، غفلة مِن حِساب المجرات السماوية، دخلنا في غيبوبة الوقت العريض، أجسادنا باتَ يَغزوها الألم، دقائق ثواني لحظات.. أنتهكت كُل قيم الأجداد، بِمجرد صُعودنا السيارة العَسكرية الكبيرة، بدأو يُعبرون عَن دينهم تعالميهم، بمجرد صعودنا غادرَنا الأمل، فور وصولنا رَحلت عُذريتي..

“مزادات” هُنا وهُناك على سَمعِ دبيب الأرجل، بِضاعة رخيصة بزيادة الطلب، حتى ذاك الشيخ الكبير صاحب “العِقال” الأسود، جاءَ ليشتري، لكنهُ وقف طويلاً.. كُنا مُتعبات مِن لوعة الأحساس بشرف، لكني أسبلتُ عيني براحة، بينَ الكِلاب خرجَ رجُل، الأصرار على مروءته بدأ يَخفت مع تصاعد صوته، لَقد كان يُفكر بعقلِ المُحاسب البدوي، ثلاثة أيجار خيرٌ مِن واحدة شِراء..

غرفة مُظلمة؛ داخل بيتٍ مهجور، في موصل اليوم، بعيدة عن الموصل التي أعرفها، دخلنا أنا وأخريات وعِقال الشيخ، يَسوقنا سبعة “مُلتحين” مَعه، حِرصهم على ضربنا يُصاحب تَكبير وأستغفار ربهُم، لَم تساورني أفكار عَن طبيعة هذا الرب، لكني متيقنة أنه يَعشق الجنس، يَحبُ الأعتداء والوحشية، هو ليسَ مثل ربي أو أرباب البشرية.

قيحٌ وقيئٌ ودم، وصراخٌ وعويلٌ وألم، على صوتِ التكبير و الأستغفار، لا أعرفُ لماذا يَستغفر أمثالهم أو مما يستغفرون! “شيماء” التي عرفتها سابقاً في بناية المَحكمة الشرعية، حيثُ يُعرض “شرفنا” بصورة “جسد” للبيع، ماتت ذلك اليوم، كان النزيف أكبر مِن “قطع القماش” الذي نمسحُ بهِ أجسادنا، بعد كُلِ جولة “جهادية”، كانَ أكبر مِن “عِمامة” الخليفة، ماتت شيماء باكية متألمة، لا يزالُ في أذني ذاك الزفير المدمى، جلدوا حياءها بدينٍ جديد، آه.. ما أحلاكَ يا موت..

أيزيدية مِن “شنكال” مسبية في “شنكال”، مُعادلات الدين والمدينة، “مرجوحة” الطفولة وعشب الربيعين، أمهما كانت “نينوى” وكانت أمي على قيد الحياة، ودعتها “ميتة” على أملِ أن أجد “أمل” بلقاءها في الجنة، حتى هذا “الأمل” راحَ، نَحنُ كُفار بالرب، والجنة لهم فقط فيها مِن “الجنس” ما طاب، ثقافتهم “الأفرويدية” تتناكح مع بداوتهم، ينجبون “ديناً” خاصاً بِهم، لا نَعرفُ نحن “الآدميين” عنهُ شيئا.

سُلطة ومال وجِنس؛ أسس الدولة الجديدة؛ دولة الخليفة لا الخليقة، لا صلاة لا صيام لا تُساعد محتاجاً، أقتل أسرق أنتهك عِرضا، في واحدة من المُجتمعات المتعطشة “للأنحلال”، فصلوا فتوى مطاطية، يجرونها معَ شَعرِ البنات لمقصلة الأغتصاب، العُري يشيعُ في كُل مَكان، حتى في “الفتوى”، كانَ القاضي الشرعي “عارياً” حين أفتى..

ثلاث شُهور وتِسعة أيام؛ ثلاث قُرون وتِسعة ألآم، قضيتها في دولة “الخِلاعة”، أتنقلُ مِن “تاجرٍ” إلى “أمير”، مِن “كبيرٍ” إلى “صغير”، كُل جنسيات العالم أغتصبتني، العراقيين فقط أغتصبوني، أهلي “جيران لالش وشنكال” سلموني بأيديهم، في أروع مسرحيات “القوادة” العالمية..

ركضتُ هاربة مِن “ربهم”، قدماي الحافيتين تُقبل حُرية الشوك، كُلي أنزفُ بَعد أن نزف شرفي، كدمات وجروح، روحٌ بأمس الحاجة إلى روح، كُل لحظة أقف أتلمس “عِرضي”، لا ألقاه، أبكي، أركض، أنزف، أركض، أصرخ، أركض أركض أركض..

هربتُ مِن داعش، ناجية تناجي المُناجى، لا يَهم من يكون بشرط أن لا يكون “ربهم”، عِندما وصلت؛ لحظة أفاقتي مِن غيبوبة الدين المُزيف، سَمعتُ قصصاً “عجيبة” عَنْ جرائم داعش، أبتسام “الكردية” سارة “الشيعية” منال “السُنية” وألاف مِن رجال بلدي؛ قتلوهم داعش.

ثلاث شهور وتسعة أيام؛ وأنا أغتصب داعش “بأدميتي”، آه كم هو جميلٌ الأغتصاب، وأنا أنتشي بسلامة “أخلاقي” وسط سقوطهم، وأنا أبرهن عظمة ربي مُقابل سفالة “ربهم”، وأنا أغتصب عقل الخليفة “بمبادئي”، تسعة أيام وثلاث شهور وأنا أغتصب “الخليفة” رب داعش.

أحدث المقالات