الأحزاب العربية برمتها لا تمت بصلة للوطن والمواطن , فهي أدوات لتنفيذ أجندات خارجية في معظم الدول العربية , بل والإقليمية ومنذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى اليوم.
ولاتزال فاعلة ومؤثرة في تأمين المصالح المناطة بها والمتصلة بوجودها , فلكل خزب مسار وأهداف مناقضة لما يطرحه من شعارات وأهداف , وعندما تنتهي المهمة يُرمى في مزابل التأريخ مهانا غير مأسوف عليه.
وهذه الحالة تشترك فيها جميع الأحزاب والجمعيات , وما تغيرت نمطية سلوكها وآليات تدميرها وخرابها , فهي تطرح شعارات وترفع أهدافا وتروّج لها إعلاميا , وفي سلوكها تناقضها تماما وتأتي بما يؤكد أنها ضد ما تنادي به وتدعو إليه.
فشعارات الأحزاب وأهدافها خداعية تضليلية تتقنع بها لتمرير الأجندات التي بموجبها وصلت للحكم.
ولا تشذ عن هذه النمطية الأحزاب المؤدينة , فمنذ أن بدأت الثورة الروسية وإنطلق الحزب الشيوعي , تزامن إنشاء الأحزاب المؤدينة العربية خصوصا لكي تكون مصدا لإمتداد الشيوعية في البلاد العربية , وتبعتها الأحزاب القومية لكي تحقق التوازن وتتصارع مع الأحزاب المؤدينة وتقيدها.
وفي القرن الحادي والعشرين جيئ بالأحزاب المؤدينة بأجندات طائفية مقيتة , وعلى مدى ما يقرب من عقدين نفذت مراميها وأمعنت في الفساد والترويع , وأسهمت في تقبيح الإسلام وتقديمه على أنه دين العدوانية والكراهية والبغصاء والفتك المروع بالحياة.
وبعد أن نجحت المهمة بإمتياز وقتلت من المسلمين عشرات الآلاف وهجّرت الملايين , وخربت دبار المسلمين , عليها أن تُرمى كسابقاتها في مزابل التأريخ الأسود , ولتأتي بعدها الأحزاب التي سترتقي بآليات الدمار والخراب وإنهاك الأجيال وطمرها في الصراعات المأساوية الحامية.
ويبدو أن الواقع العربي أمام متغيرات دراماتيكية ستعصف في أرجائه وتحيله إلى ويلات جسام , أبطالها الكراسي والحكام , وبإسم الديمقراطية الدامية سيتقهقر الوجود العربي , وتمسك بعنقه إرادة الأطماع والأهداف العقائدية الدوغماتية الدهماء.
فهل سيستفيق العرب ويدركون أن الحياة في كينونتهم العروبية الواحدة؟!!