الأخطار ليست موجودات يتيمة وإنما مولودات من رحم أمٍ , وتتمتع بأبوة راعية ومتكفلة بتربيتها ونمائها وتطورها.
فلكل خطيرة أب وأم!!
والمخاطر التي تحف الواقع العربي بنت أبيها وأمها, وكل خطر له أب يرعاه ويذود عنه.
ومشكلة الواقع العربي أنه صار جاهزا للآخرين لينجبونه ما يريدون من الحالات والأحداث والتطورات.
وبما أن الواقع أصيب بالفساد المتنوع , من السياسي وحتى الديني , فأن أولاد أبيهم يتكاثرون فيه , ويؤدون أدوارهم على أكمل صورة وبمهارات عالية وغير مسبوقة ولا معهودة من قبل.
كما أخذوا يتربعون على كراسي السلطات والحكم بالوكالات , ورفع رايات التبعيات وشعارات الخنوع والإذعان , ويسبّحون بإسم أسيادهم , ما داموا يكافئونهم بالذهب والفضة والآثام.
ويحسبون ما يغنمونه ويستحوذون عليه رزقا وفيرا من ربهم الذي يعبدون , وقد تعددت الأرباب والهدف واحد , وهو تنمية الأرصدة وتصميدها وتحقيق الرغبات المفلوتة.
وآباؤهم لا يعنيهم من أمرهم إلا أن المصلحة قد تحققت والهدف قد أنجز , وليعيشوا في جحيمات سقر , فالمهم ليس المواليد وإنما الإنجازات التي تحققت بهم.
حصل ذلك في مجتمعات منكوبة معاصرة وأخرى على قائمة زواج المصلحة والمعاشرة النفعية , التي ستلد الأخطار والأحداث والتطورات الكفيلة بالإمساك بالهدف , ودع المواليد تبيد بعضها البعض , ما دام قوس النصر عظيم وجميل!!
وتطول الحكاية وتتعقد وتلبس ما تشاء من الأزياء الجديدة الفاخرة لأن إحتفالات الأعراس على قدم وساق , والإستقواء بالمخازي والمآسي والسرقات والإفساد مجد رفيع , والفخر في تنفيذ أجندات الأفذاذ , الذين إنتعشت بهم أسواق ومزادات بيع الأوطان وتدمير مدنها وتشريد أهلها , على أنغام وأناشيد إنتصارية تحريرية , وما تساءلت تحرر مَن ومن مَن , وتنتصر على مَن بمَن؟!!
وما تنجزه خراب أوطان وإفناء شعب وقتل إنسان تحول إلى رقم على سبورة الإمحاء السوداء , فهل من دواء لهذا الداء , أم داوها بالتي كانت هي الداء؟!!