21 مايو، 2024 1:25 ص
Search
Close this search box.

يذبحون العراق ويبكون عليه !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا تبشر الأحداث في العراق بنتائج مطمئنة على الاطلاق،  لان السياسيين قرروا السير في طريق مسدود ، حاملين معهم  هفواتهم الشخصية واولوياتهم الحزبية، فيما يتجه العراق نحو مجهول خطير، يوسع من قائمة التدخلات الخارجية،  بل ربما يجعلها من الضروريات، بعد أن اثبتت الوقائع غياب أي مشروع وطني خالص النية للعراق وشعبه، وأن كل ما يقال أو يروج له يدخل في باب كسب نقاط قوة مؤقتة لا أكثر.
يتحدثون عن دكتاتورية الأشخاص وهم جميعا يتقمصونها في سلوكهم اليومي، يدافعون بالخطاب السياسي الموجه عن وحدة العراق ويوميا يذبحون اخوة شعبه، لأنها  مصدر القوة الكبير لحماية ثوابت الوطن وأهله، يضعون الأيادي فوق الروؤس لصيانة القانون واستقلاليته ويخرقونه كل لحظة باجراءات متعجلة تحكمها أولويات سياسية، ليصبح الجميع في مهب الريح، لأن السياسيين لم يخرجوا من عنق زجاجة خلافاتهم الشخصية وأمزجتهم احادية الجانب ، التي يريدون تحويلها الى هم عراقي اضافي.
ان ما يجري في العراق هذه الأيام اشبه بلعبة” جر الحبل” ، حيث كل فريق يريد الحصول على أوسع مكان للمناورة، وتحقيق هواجسه الذاتية والحزبية، التي لا علاقة لها من قريب أو بعيد بمصلحة البلاد والخوف على المواطنين، ما يستدعي من المتبقي من عقلاء العراق التفكير بطريقة لا علاقة لها بمفهوم ” أني شعليه”، لأن الذي يذبح هو العراق وليس غابة منسية في متاهات أفريقيا، يصلب أمام أعين الجميع ، ولا حراك شعبي يغني من جوع، رغم ان العالم يغلي حولنا ونحن نتجمد داخل أنفسنا.
وفي المقابل يستغل سياسيون ضعف الحال والكسل الوطني من أجل تنويع مناطق نفوذهم، التي يجيدون فقط تغليفها  بمذهبية مفصلة على مقاساتهم المختلفة بالفطرة عن  شعب العراق، ما يجعل من تغيير قناعات المواطنين ضرورة ملحة جدا، لأن الحديث عن خدمة الطائفة وحمايتها هو سلاح ذو حدين، تحقيق هدف السياسيين في امتلاك السلطة والجاه ، وزرع الخوف المذهبي في النفوس، وكأن العراق تحول الى ساحة نفوذ طائفي، بعد ان كان العنوان الأكبر في المشروع الوطني، فما الذي تغير في النفوس سؤال ننتظر جوابه من باقي العقلاء.
واذا لم يسارع العقلاء الى تغيير اتجاهات سياسة ما يسمونه العراق الجديد، فان الأشهر المقبلة ستحمل لنا كل ما هو غير سار، جماعات تنتظر الوقت للتصادم فيما بينها بكل الوسائل، ويكون وقود ذلك المزيد من جثث الأبرياء والمغفلين أيضا، الذين يعتقدون بشعارات الطائفية والانسلاخ الوطني ، وأخرى تنهل من مياه فشل تطهير النفوس لمزيد من سوداوية التطرف المذهبي، وثالثة  تندب حظها لأنها أخطأت في توقيت رفع السلاح ، بعبارة أدق انه اقتتال سلطوي سيقود العراق وأهله الى جحيم يتدفأ بلهيبه  سياسيون لا يهمهم في هذه الدنيا غير المال والجاه والسلطة، مقابل شعب يزحف على البطون للبقاء في دائرة الأمل، ومع ذلك ينخدع في شعارات سياسيين لو غادروا طائفيتهم لفقدوا كل أصوات الأمس، بل أنهم سينهزمون داخل نفسهم، التي لا يحركها غير عقد الأمس ورغبة الانتقام وتفتيت وحدة العراقيين، وعدم القدرة على  طي صفحة الماضي ، التي حولوها الى شماعة متهالكة كما هي اجنداتهم الحقيقية.
لا تكوا على العراق لأنكم ذبحتوه أكثر من اللازم وتصرفتهم معه بذهنية الانتقام لا البناء، نرجوكم التوقف عن حشد النفوس بالتخويف والترهيب والتخوين، لأنكم في الهوى سوى ، كما يقولون، وقد اثبتت التجربة أنكم غير مؤهلين لقيادة بلد بهيبة العراق، لأنكم محكومين بتوجيهات متقاطعة الأهداف، لذلك يضيع حتى البسيط من حسن النية المتبقي عندكم، اريحونا واستريحوا فقد تجاوزتكم في العراق وأهله أكثر حدود الله، التي نعلنون التمسك بها. 

رئيس تحرير ” الفرات اليوم”
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب