27 ديسمبر، 2024 4:14 ص

فرحة الزهراء بين الجدل والعمل!

فرحة الزهراء بين الجدل والعمل!

رجل ملحمة، وفراش نائم في وسط عاصفة، ذات تفاهات صبيانية جاهلية، حاولوا بها هدر دم النبي الأعظم (صلواته تعالى عليه)، ليضيع الثأر بين قبائل العرب، وينتهي الدين الجديد، لكن وليد الكعبة، كان حاضراً لنيل شرف المنام، والحصول على نصر حقيقي، أما عصابات قريش، فقد باتت في دهشة، بعد أن إلتهم عش الحمامة، وخيط العنكبوت أحلامهم!
 ألا يحق للزهراء أم أبيها، في ربيع الأول بفرحتين؟ الأولى: سلامة وصول أبيها (صلواته تعالى عليه)، للمدينة المنورة، وحفظ الرسالة الفتية، وبدء نقطة إنطلاق الثورة الإلهية! والثانية: سلامة المدخر للملمات، الغلام الفدائي، علي إبن أبي طالب (عليه السلام)، لذا لا جدل في هذين الأمرين الخطيرين، اللذين يستحقان من الزهراء (عليها السلام)، كل التحميد، والتهليل، والإستبشار!
الفكر الشعبي، الذي تناول معنى فرحة الزهراء، وفقاً لإرث ديني، يصب بعشق محمد، وأهل بيته (عليهم السلام أجمعين) فحقيقة الأمر، إن الزهراء لم تعش لحظات فرح، إلا في كنف رسول الرحمة، وبيت علي، بعد زواج نوراني وافقت عليه السماء، أن زوج النور من النور، وإلا فما حدث بعد وفاة أبيها، لأمر يندى له جبين الأمة!
شهر ربيع الأول يقال عنه، عند بعض الناس، أن أحد العلماء التقاة، رأى السيدة الزهراء (عليها السلام) متهللة، بسبب قرب هلاك يزيد عليه اللعنة، في الرابع عشر منه، للعام الرابع والستين للهجرة، وأنه رمي في مزبلة التأريخ، وحسناً فعل الحصان، حين شحذ الأرض بجسده العفن، وقطعته صخورها، فما قبره إلا مجرد مبولة للناس لا أكثر!
فرحة الزهراء، كانت تعني على رأي بعض العلماء، أنها الفرحة المهدوية في آخر الزمان، بسبب تتويج الإمام الحجة، صاحب العصر والزمان، أرواحنا لمقدمه الفداء، بعد إستشهاد والده الإمام الحادي عشر، الحسن العسكري (عليهما السلام) في الرابع أو الثامن من ربيع الأول، وتسلم ولاية الأمة في قصة حافلة، بالإبداع والخلود، فأول الرسالة محمد، وآخرها قائمهم محمد!
الزهراء (عليها السلام) رأت الدهر مختلفاً، فلا سرور يدوم على أهل الدنيا، فمنحت لعشاقها طريق عمل، مهذب أخروي، بعيد عن الجدل الدنيوي التافه، الذي لا يقدس الحياة بكرامة أو حرية، كما أثبتت للعالم، بأن قضيتها ستبقى خالدة، لأنها قضية وجود ومصير، يخصان أهل بيت النبوة، لذلك فمن حقها أن تكون فرحة، بشيعتها الذين فازوا وسعدوا!