12 ديسمبر، 2024 3:46 ص

ثلاثة وجوه والعملة واحدة!!

ثلاثة وجوه والعملة واحدة!!

حرس قومي , جيش شعبي , …. شعبي , ثلاثة حالات , فهل يوجد فرق بينها؟
الحرس الفومي يُقال أنه كان دمويا متوحشا , وإرتكب مجازر مروعة بحق المواطنين , بموجب ما تمليه عليه عقيدته الحزبية , القاضية بمحق المنتمين لأحزاب أخرى وخصوصا الحزب الشيوعي.
الجيش الشعبي تأسس حزبيا وأجبر على التطوع فيه معظم شباب البلاد , ودفع عشرات الآلاف من المواطنين إلى محرقة الحرب , التي تواصلت لثمان سنوات.
…. الشعبي تأسس بمنطلق ديني وأصبح قادرا على الهيمنة والحكم , ومارس العديد من التصرفات المؤدية إلى الخطف والتغييب والقتل دون محاكمات , ولا يزال صاحب اليد العليا في العديد من مناطق البلاد.
فماذا يعني ذلك؟
ما يحصل يشير إلى أن القوة التي تمسك بمصير البلاد والعباد واحدة , وما يتبدل الوجوه فقط , فلا فرق بين أنظمة الحكم التي توالت منذ (14\7\1958) , إنها حالات معبرة عن إرادة ذات أهداف ما تغيرت , بل تطورت لتأمين المصالح وتأكيد المطامع ونهب الثروات.
السلوك العسكري في المجتمع تنامى مع تبدل أنظمة الحكم , ويزداد شراسة مع الزمن , حتى وجدتنا على ما نحن عليه اليوم.
الحرس القومي حله الرئيس في حينها , والجيش الشعبي إنتهى بعد 9\4\2003 , و… الشعبي لا يزال يصول ويجول ويتحدى ويفرض سلوكياته , وما يقوم به لا يخضع لقانون , وإياك أن تسأل عن مغيّب أو مخطوف , فالسؤال جريمة , والجريمة حق وواجب وطني.
إنها لعبة تدمير البلدان بأهلها , بعد تحويلهم إلى ذئاب شرسة وقطعان خانعة , تحمد ربها لأنها على قيد الحياة.
فإلى أين المسير؟
ولماذا لم تتغير أساليب الحكم؟
وإلى متى يبقى المجتمع بين قاتل ومقتول؟!!
“ولا تحفر بئرا تريد بها أخا…فأنك فيها دونه سوف تصرع”!!
و”وين الدنيا ووين أهلها”؟!!
د-صادق السامرائي