27 ديسمبر، 2024 6:41 ص

ترمب في البيت الأبيض..!!

ترمب في البيت الأبيض..!!

بعد معركةٍ شرسةٍ وصاخبةٍ، مع القضاء الأمريكي ،لغرض إبعاده عن الترشّح للرئاسة، فاز الرئيس دونالد ترمب بولاية ثانية، في رئاسة الولايات المتحدة الامريكية ،وهَزم بإقتدار وبإصرارعجيب على الفوز، منافسته الديمقراطية كمالا هاريس،ودخل باب البيت الأبيض من أوسع أبوابه،حاملاً على كتفيه ،ملفات ثقيلة جداً، قد لايستطيع حملها غيره،وسط ترحيب إستثنائي عالمي،وأولهم رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو،واصفاً الفوز(بيوم تأريخي عظيم)،في حين يصف الرئيس الروسي بوتين ترمب ب(الشجاع)،في حين هنأت بحذرأوروبا ترمب فوزترمب،وأول عربي هنأه هو الملك سلمان،وولي عهده الأميرمحمد ،بمكالمة هاتفية عاصفة، واصفاً العلاقة بينهما (بالإستراتيجية والتأريخية)،وترمب هو إبن أكبر حزب أمريكي عريق ،هو الحزب الجمهوري،والذي هو الآخر إكتسح مجلسي الشيوخ والنواب، لأول مرة في تأريخ أمريكا،إذن فوز ترمب والحزب الجمهوري، يضع أمريكا على عتبة عصر جديد لها،من القوة وإتخاذ القرارات المصيرية ، وقيادة العالم،كما تزعم وتسعى، لتترّبّع على عرش الدولة العظمى الاولى دون منافس،فماهي سيناريوهات الرئيس ترمب وبرنامجه الداخلي والخارجي، بعد تسلمه مهام الرئاسة في بداية العام الجديد،فبرنامجه الداخلي هو إعادة الإقتصاد الأمريكي الى مستواه ، وتحقيق الإكتفاء الذاتي من النفط ،دون الحاجة للنفط العربي،ومنع الماهجرين من دخول أمريكا ، وطرد الموجودين الغير قانونيين،وإعادة هيبة أمريكا، التي وضعها الرئيس بايدن في أدنى مستوى ،وهناك ملفات قضائية واجهت ترمب عليه مواجهتها،ومعالجتها وحسمها، وملفات أخرى تنتظره ،ولكن أخطر الملفات الخارجية (العويصة )،التي تنتظره هو ملف الشرق الأوسط، وأقصد حرب غزة وحزب الله ،وبرنامج ايران النووي،والحرب في أوكرانيا، والتي (وعد) بإنهاء كل الحروب في المنطقة والعالم،هذه الملفات الأكثر صعوبة في برنامج الرئيس ترمب الآن،فكيف سيتعامل معها ،فحرب أوكرانيا توشك على الإنتهاء وطالت بلا تحقيق أي نصر، للطرفين الروسي والاوكراني، والمكالمة الهاتفية بين الرئيس بوتين وترمب وتهنئته من قبل بوتين ووصفه له بال(شجاع)، هي مفتتح وإشارة واضحة ،لحل وإنهاء حرب أوكرانيا بأسرع وقت،عبر شعار( لاخاسر ولا رابح) ،وهذا ماسيحدث، عبر تفاهمات وتوافقات أمريكية – روسية في المنطقة ، وخاصة في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وتحييد الموقف الروسي ، يبقى الملف الأخطر والأعقد لترمب وإدارته، وهو ملف حرب حزب الله وغزة،بقيادة إيران وفصائلها،وأذرعها المسلحة في المنطقة، وكيفية التعامل معهم،فمشروع الرئيس ترمب المعروف ب(صفقة القرن)والتطبيع مع إسرائيل حصل رسمياً،وقد مهّدت له دولٌ خليجية ،وأقامت علاقات دبلوماسية تطبيعية معها،وبقيت أهم دول التطبيع الخليجية، وهي المملكة العربية السعودية،تناور وتطرح شروطها للتطبيع ،وهي(حل الدولتين)، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف،أما مصر والأردن فهما في تطبيع دائم ،منذ مؤتمر وتوقيع اتفاقية (كامب ديفيد)،لكن كيف سيتعامل ترمب مع ايران والفصائل وحزب الله والحوثيين ، وحماس والقسام وجماعة العمل الاسلامية،هناك عدة سيناريوهات للتعامل معهم ،ومنها وهو الأقرب الى الحدوث ، هو إستخدام إستراتيجية القوة المفرطة،التي يستعملها الكيان الصهيوني بحرب غزة ومع حزب الله، والتي تتمثل (بسياسة الأرض المحروقة والقوة المفرطة وقتل القادة)،وقصف المنشات العسكرية ،وتدميرحقول النفط، والمفاعلات النووية،ومعسكرات الحرس الثوري وغيرها،ويمكن بدون كل هذا الدمار والحرب ،هو عقد إتفاقية وصفقة وتفاهمات أمريكية – ايرانية، بتطبيق شروط ترمب ال (12)، التي اعلنها مايك بومبيو في عهد ترمب الاول،واولها (المفاعلات النووية)، والتي رفضها الجانب الإيراني ووصفها بالتعجيزية والمهينة،ومنها أيضا حل الفصائل الولائية وتسليم سلاحها للدولة ، وعدم التدخل في الدول العربية ،أنا أعتقد أن الوضع العسكري والأمني لإيران ، وهي تحت حصارإقتصادي ونفطي تأريخي،لايسمح لها بمواجهة أمريكا وإسرائيل وحلفائها،عسكرياً في حرب مفتوحة على الأرض، ولا جوياً لتفوّق إسرائيل التكنولوجي الهائل ، مقابل تخلف إيران التكنولوجي والعلمي والعسكري ،خاصة بعد حرب غزة وتدمير مدنها، وقتل قادتها وتهجير أهلها، وأضيف لهذا تدمير الضاحية ومدن صور وبعلبك وشبعا وصيدا وووو اللبنانية، وتهجير ونزوح الملايين وقتل الآلاف،وقتل جميع قادة حزب الله العسكرية في الميدان ،وفي مقدمتهم السيد حسن نصرالله، العدو الأشرس لأمريكا واسرائيل في المنطقة، والمشرف العام على جميع الفصائل الولائية في المنطقة، بعد إغتيال قاسم سليماني،اليوم إيران تقاتل وحدها ، في لبنان والعراق وسوريا واليمن، حيث قوة حزب الله ضعفت وانهارت قدرته العسكرية وانتهت، والحوثيون أعلنوا (حيادهم وتوقف قصفهم لإسرائيل)،بعد فوز ترمب،بقيت الفصائل العراقية،تقصف دون موافقة حكومة السوداني وبعض زعماء الاطار التنسيقي، بل ورفض حكومة السوداني العلني للقصف، بل قيام السوداني ورئيس الجمهورية بتقديم التهنئة للرئيس ترمب بأول يوم الفوز،متناسين (الثأر) ،لقادة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني بحادثة المطار،ووسط إستنكار شديد على التهنئة ،من قبل الفصائل وقادة الإطار والحشد ،إذن مانراه الآن هو نهاية لحرب طويلة ،أريد بها إدخال المنطقة بها بلا نهايات،إلاّ إذا أصرت إيران وحزب الله والفصائل العراقية الولائية، على الذهاب بالحرب والمواجهة مع اسرائيل وامريكا الى النهاية،( وهو ما أعلنه المرشد الأعلى الخامنئي ورئيس حزب الله الجديد الشيخ نعيم قاسم)، وهنا لابد من تخيّل فجاعة وبشاعة هذه الحرب، من خراب وتدمير وقتل الملايين وتهجيرونزوح الملايين في العراق أولاً ،كساحة حرب رئيسية،وفي سوريا ولبنان، واليمن وسوريا، وأنا أرجّح هذا الإفتراض على الحرب، لأنني أعرف طبيعة العناد الايراني،وإصراره على الهزيمة ،وتجرع كأس السمّ الزعاف، الذي تجرعه الخميني في حرب الثماني سنوات،هذا هو السيناريو الأقرب الى التحقق ،بوصول ترمب الى البيت الابيض، وتحقيق وعوده بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط، وبطريقته الخاصة ،والوصول الى التغيير الجيوسياسي  في عموم الشرق الأوسط،و(تصحّيح المسار)،بعد غزو المجرم بوش للعراق، وإدخال الشرق الأوسط كله في( الفوضى الخلاقة) ،التي بشرت بها الشمطاء كونداليزارايس وزير خارجيته،الرئيس ترمب من أولى مهامه الخارجية( تصحيح المسار، وإنهاء السلاح المنفلت، والقضاء على أذرع ايران، بالقتال أو بالإتفاق، وحسم موضوع النووي الإيراني، بالإتفاق حسب شروط ترمب، أو بتدمير النفاعلات بالقصف والتدمير، هو قادم لتغيير جيوسياسي أكيد في المنطقة والعالم ، بسياسة (العصا والجزرة)،وتحقيق أهم حلم له ولحزبه الجمهوري،وهو تطبيق صفقة القرن ،وتطبيع الدول العربية الرافضة للتطبيع (بالقوة أو بالترغيب)،مع إسرائيل ،وفق المصالح العربية والإسرائيلية، وإنهاء الحروب بين العرب واسرائيل الى الأبد، هذا هو حلم ترمب الأساسي،خاصة وأنَّ الظروف السياسية والعسكرية والاجتماعية كلها مهيأة الآن ، بعد حرب غزة وإنهاء خطر حزب الله والفصائل، حسب( الرؤية الامريكية)،أعتقد ان عودة ترمب الى البيت الابيض، عصر جديد في المنطقة والعالم ، لأن العالم ملّ الحروب ، والمعارك وهو يعيش زمن التهدئة والإنفتاح على المستقبل ،ورفض كل أشكال الحروب، والقبول بتفرد القوة الاولى لقيادة العالم في القطب الأوحد الأمريكي، فهل يتحقّق هذا، ننتظر لنرى ما سينفذه ترمب في ولايته الجديدة ،وعودته ثانيةً الى البيت الأبيض …!!!