27 ديسمبر، 2024 4:12 ص

بالأمس يقمع الثورة.. واليوم يهتف بإسمها

بالأمس يقمع الثورة.. واليوم يهتف بإسمها

من الأمور المثيرة للسخرية ادعاء رئيس الوزراء الحالي السيد مصطفى الكاظمي بأنه يمثل ثورة تشرين وبأن الثورة هي التي جاءت به إلى السلطة .
إن المطلعين على تفاصيل ثورة تشرين منذ انطلاقتها في العام الماضي يعرفون جيداً أن جهاز المخابرات زرع أشخاصاً مندسين بين صفوف الثوار، إذ تمت مشاهدة وتشخيص عناصر المخابرات في الساحات والخيم، وفي أحد الأيام شاهد أحد الثوار قريباً له ساحة التحرير يتوسط المتظاهرين ويحمل علم العراق، وقريبه هذا موظف في المخابرات، لم يتمالك الثائر نفسه وصاح بدهشة وذهول (يا فلان ماذا تفعل هنا؟ ألست تعمل في جهاز ال……) فهرب العنصر المخابراتي من الساحة فوراً خوفاً من افتضاح هويته وتفادياً لغضب الثوار .

وكلنا نعلم أن السيد الكاظمي كان رئيساً لجهاز المخابرات في ذلك الوقت، ليس ذلك فحسب، بل كان الكاظمي عضواً في اللجنة الأمنية القمعية التي شكلها المجرم عادل عبدالمهدي والتي قتلت الثوار وخطفتهم وعذبتهم، وبالتالي كيف يجرؤ السيد الكاظمي على الإدعاء بأنه يمثل ثورة تشرين وهو مشترك في إبادة وقمع ثورة تشرين؟! علماً بأن جهاز المخابرات يجب أن لا يتدخل في قضايا الأمن الداخلي، باستثناء ما يحصل في الدول الخاضعة لأنظمة دكتاتورية شمولية قمعية .

إن المسألة ليست بحاجة إلى الكثير من البحث والتقصي لمعرفة ما إذا كان ولاء الكاظمي للشعب أم لجهة اخرى، فالعراق منذ سقوط النظام الدكتاتوري البعثي على يد قوات التحالف الدولي مازال حديقة خلفية للجارة إيران، وهي التي تختار صعود الشخصيات الموالية لها إلى سدة الحكم في العراق، فهل بقي في العراق شخص ساذج يصدق بأن إيران ليست هي من أتى بالكاظمي الى هذا المنصب؟ وهل هناك مجنون يصدق بأن الكاظمي لديه ارتباطات بالولايات المتحدة الأمريكية؟! السيد الكاظمي باختصار شديد: مرتبط بالجارة إيران وتم تعيينه في منصبه من قبلها، وهو مشترك في قمع ثورة تشرين، وأتحداه أن يتجرأ على الكشف عن قتلة الثوار أو مجرد ذكر اسماء الميليشيات التي ينتمي إليها القتلة الإرهابيون في وسائل الإعلام، لم ولن يفعلها، وإذا تجرأ يوماً ما واعترف أمام الرأي العام بأن الميليشيا الفلانية التابعة لإيران قتلت المتظاهر الفلاني فسيعرض نفسه ليس فقط للإقالة من منصبه بل ربما التصفية الجسدية على يد أصغر صعلوك من صعاليك الميليشيات .