27 ديسمبر، 2024 1:30 ص

ايها الجبناء..لا بقاء لكم

ايها الجبناء..لا بقاء لكم

“الكبار سوف يموتون والصغار سوف ينسون”
بن غوريون
لتأريخنا كتب حُرقت بعود ثقاب سجائرنا الرخيصة. فالشعوب التي تستورد السجائر بكميات اكبر من استيرادها الاقلام هي شعوب لا تستحق ان تعيش الا ليوماً واحداً وبعذاب ابدي. كيفما ذهبتُ باحثاً عن الشرف واهله تهتُ في ضيعة الاذلة. فالأصحاب الخسة واهل الذل والهوان بساتين مخضرة على دوام الفصول, انهم يتمتعون بما لا يحظى به الشرفاء, او هكذا نخطأ بتوقعاتنا البسيطة, فأهل الحق والعفة لا ذخائر لهم ولا خضرة سوى غابة من التأريخ الحي الذي لم ولن يموت. انه ازلي كما الحياة. كيف لا, ورموزه احياء, فهذا الحسين ابن سيدنا علي حي على جدران التأريخ المشرف, واولئك البشر باقون على قيد المثل, اولئك الذين لولاهم لما كنا.
الزمن الحاضر جاف جداً شرفاً, وحار لكثرة الرذائل التي نرتكبها, ورطب لسذاجة حماقاتنا وسطحيتنا, انه يشبه اجواء بيروت صيفاً, تلك المدينة ذات اللطافة والاناقة التي اغتصبتها الايادي الامبريالية التوسعية حتى فقدت عذريتها وصارت ارملة الفرح بعدما هجرها المغتصبون وزرعوا خباثة ثقافاتهم الجديدة على ارصفة شوارعها العربية, بالضبط كما يحدث لبغداد الان, تلك المدينة التي تُغتصب كل عصر وزمان من رجالات خلاء من الرجولة.
أنه لامر تعرق له جباه الرضع, لما نرى بأعيننا التي يبست دموعها التفاهة التي حلت على شباب الحاضر وعماد المستقبل, فكلما اطلعت على نافذة الفيسبوك لا اجد سوى شراذم الاخلاق, فهذا يهتف بأسم فلان وذاك يهتف بأسم علان, ويكاد المشهد للناظر وكأنه حرب حق تأريخي بين الطرفين, وما الطرفان الا اخوة في الدين والوطن والنطق والمنطق, هذا ان كان للمنطق مكان بينهم, فالمنطق يرفض التبعية والذل ويحارب من اجل الاستدلال بالشيء عن الاشياء. اننا فقدنا النطق السليم, وعُميت اعيننا امام ثروات الاذلة التي يتصورون بأنهم يشترون بها ضمائر الشباب. يا سادتي الذل.. مهما وصلتم في مراتبكم ومكاناتكم الواطئة بأعين الشرفاء القلة لم تقدروا على شراء كل الذمم, فهناك رجال كما الجبال العوالي, لا مطالب لهم سوى الحق والحقيقة, لا اهداف لهم سوى ان يصنعوا اسماءاً لهم على جدران الاماكن التي تكفلت برعياتهم. اما انتم “الاذلة” فرغم قصوركم الباسلة فلا تطالون قمم اهدافكم ورغباتكم القذرة. بأختصار شديد انتم على موعد مع النهاية حسب التوقيت المحلي للضمير العربي الحي.
محمد حسب
نيوزيلاند
22-4-2018
ايها الجبناء..لا بقاء لكم
“الكبار سوف يموتون والصغار سوف ينسون”
بن غوريون
لتأريخنا كتب حُرقت بعود ثقاب سجائرنا الرخيصة. فالشعوب التي تستورد السجائر بكميات اكبر من استيرادها الاقلام هي شعوب لا تستحق ان تعيش الا ليوماً واحداً وبعذاب ابدي. كيفما ذهبتُ باحثاً عن الشرف واهله تهتُ في ضيعة الاذلة. فالأصحاب الخسة واهل الذل والهوان بساتين مخضرة على دوام الفصول, انهم يتمتعون بما لا يحظى به الشرفاء, او هكذا نخطأ بتوقعاتنا البسيطة, فأهل الحق والعفة لا ذخائر لهم ولا خضرة سوى غابة من التأريخ الحي الذي لم ولن يموت. انه ازلي كما الحياة. كيف لا, ورموزه احياء, فهذا الحسين ابن سيدنا علي حي على جدران التأريخ المشرف, واولئك البشر باقون على قيد المثل, اولئك الذين لولاهم لما كنا.
الزمن الحاضر جاف جداً شرفاً, وحار لكثرة الرذائل التي نرتكبها, ورطب لسذاجة حماقاتنا وسطحيتنا, انه يشبه اجواء بيروت صيفاً, تلك المدينة ذات اللطافة والاناقة التي اغتصبتها الايادي الامبريالية التوسعية حتى فقدت عذريتها وصارت ارملة الفرح بعدما هجرها المغتصبون وزرعوا خباثة ثقافاتهم الجديدة على ارصفة شوارعها العربية, بالضبط كما يحدث لبغداد الان, تلك المدينة التي تُغتصب كل عصر وزمان من رجالات خلاء من الرجولة.
أنه لامر تعرق له جباه الرضع, لما نرى بأعيننا التي يبست دموعها التفاهة التي حلت على شباب الحاضر وعماد المستقبل, فكلما اطلعت على نافذة الفيسبوك لا اجد سوى شراذم الاخلاق, فهذا يهتف بأسم فلان وذاك يهتف بأسم علان, ويكاد المشهد للناظر وكأنه حرب حق تأريخي بين الطرفين, وما الطرفان الا اخوة في الدين والوطن والنطق والمنطق, هذا ان كان للمنطق مكان بينهم, فالمنطق يرفض التبعية والذل ويحارب من اجل الاستدلال بالشيء عن الاشياء. اننا فقدنا النطق السليم, وعُميت اعيننا امام ثروات الاذلة التي يتصورون بأنهم يشترون بها ضمائر الشباب. يا سادتي الذل.. مهما وصلتم في مراتبكم ومكاناتكم الواطئة بأعين الشرفاء القلة لم تقدروا على شراء كل الذمم, فهناك رجال كما الجبال العوالي, لا مطالب لهم سوى الحق والحقيقة, لا اهداف لهم سوى ان يصنعوا اسماءاً لهم على جدران الاماكن التي تكفلت برعياتهم. اما انتم “الاذلة” فرغم قصوركم الباسلة فلا تطالون قمم اهدافكم ورغباتكم القذرة. بأختصار شديد انتم على موعد مع النهاية حسب التوقيت المحلي للضمير العربي الحي.