27 ديسمبر، 2024 12:09 ص

ايران تكشف أنيابها وتصف العراقيين المتظاهرين بالكفار

ايران تكشف أنيابها وتصف العراقيين المتظاهرين بالكفار

لم نرى سفاهة ووقاحة للتدخل الايراني في شؤون العراق الى حد وصف ارادة الشعب العراقي وانتفاضتهم المشرفة ضد الظلم والفساد الذي نخر الدولة العراقية في كل مفاصلها طيلة حكم فاشل استمر 15 سنة ذاق فيها العراقيين كل ويلات الظلم والاضطهاد , هذا الحقد الفارسي على الشعب العراقي يصرح به الساسة الايرانيين من خلال انتقاد المتظاهرين ووصفهم ” بالفئات الغير مسلمة ” !

هذا ما صرح به رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروز آبادي،

يبدو ان عبدة الزرادشتية والمزدكية قد تناسوا تاريخهم الاسود فيتجاسرون الان , ويصنفون ارادة الشعوب بالفئات المسلمة والغير مسلمة !

علما ان اغلب الذين يقودون هذه المظاهرات هم من العراقيين الشيعة الذين انصدموا بفساد المسئولين في العراق وخاصة نوري المالكي ” الصنيعة الايرانية ” المتهم بتبذير 800 مليار دولار.

كما أن المتظاهرين العراقيين قد لاقوا الدعم والتأييد من المرجع الشيعي أية الله علي السيستاني، الذي أيد وحرك هذه المظاهرات ضد الفساد وتردي الخدمات في العراق، فهل يعتبر السيد السيستاني من ” الفئات غير المسلمة ” بنظر النظام الإيراني ؟!

مما لا شك فيه ان صيحات الاحرار في تلك المظاهرات قد فجرت غضبهم وحقدهم الدفين ضد كل من يحاول زعزعة كراسي اذنابهم وعملائهم في المنطقة الصفراء ولهذا لم يتهاون فيروز ابادي سفاهة وجعجعة ببذل الاطراء والمديح على عملائهم في الحكومة العراقية واصفا اداء تلك الحكومة بالعمل الممتاز والأداء الناجح !

ولا نعرف حقيقة على وفق أي المعايير يصفون اداء الحكومة العراقية بالعمل الممتاز والأداء الناجح ؟ على وفق عمالتهم لهم ؟ ام على وفق الانتهاكات اليومية التي طفح الكيل منها ؟

علما ان هكذا تصريحات مهينة لسيادة العراق وكرامة شعبه هي ليست بالأولى من قبل النظام الايراني الذي يجب ان يحترم رغبة الشعوب في اختيار مصيرها .

حقيقة هذا التصريح ما هو الا نتيجة لتوصيات وتصريحات سيدهم الاكبر علي خامنئي لدى استقباله حشداً من كبار مسؤولي الدولة وسفراء الدول المعتمدين لدى طهران في عيد الفطر حينما صرح ان سياسة إيران تجاه العراق تتمثل بدعم الحكومة العراقية للصمود بوجه الحرب الداخلية . ( السومرية نيوز ١٨ تموز ٢٠١٥ ) .

وهذ يعني ان سياستهم قائمة على استمرارية انصياع الحكومة العراقية لهم بغض النضر عن تهميش وانتهاك حقوق المواطنين وافتقارهم للاحتياجات الاساسية للعيش بحرية وكرامة .

فالهدف الاساسي لايران هو إبقاء حلفائها من الأحزاب الإسلامية في السلطة وذلك ما يعطي دعما وإستراتيجية اوسع لنظام ايران وحماية مصالحها الداخلية من خلال قيادة المعركة مع اعدائها من خارج حدود ايران .

ولقد اعترف الناطق الرسمي السابق بإسم الحكومة ، علي الدباغ، ان كل ما يحصل للعراق من مشاكل هو بسبب سياسة ايران ونوري المالكي حينما حاولت ايران ان تجعل من المالكي زعيماً لشيعة العراق،على الرغم من انه لا يوجد فيه شرط من شروط الزعامة والقيادة لأن كل خطواته كانت فاشلة ثم قال ان السياسة العامة لإيران والمالكي جعلت لنا خصوماً كباراً في الداخل على مستوى القوى السنية السياسية ، اضافة الى خلق اجواء محتقنة مع الاقليم العربي . (بغداد – عراق برس – 29 تموز )

هذا يدعونا الى وقفة تأمل لاهداف وغايات التوغل الايراني في شؤون العراق الداخلية والخارجية , خاصة بعد ان غزت الولايات المتحدة العراق عام 2003 وإسقاط نظام صدام حسين . فقد وفرت اميركا الارضية الخصبة لغريمتها ايران كل اسباب النفوذ والسيطرة على قرارات الحكومة العراقية بل وتدخلت حتى في تشكيل الحكومات العراقية.

وقد استغلت طهران وضع العراق المتدهور ومدت نفوذها بقوة في الشأن العراقي حتى أصبحت هي اللاعب الأبرز على الساحة العراقية، ربما الاكثر استحواذا من الدور الامريكي .

ولهذا بدأت المخابرات الإيرانية بافتتاح مكاتب في المدن الجنوبية أطلقت عليه اسم “مكاتب مساعدة الفقراء” ثم قامت بتوزيع مبالغ مالية على كل من يقبلون بالانضمام إلىهم. وتمكنت المخابرات الإيرانية في عام واحد من تجنيد 70 ألف شخص انضم عدد منهم إلى الميليشيات فيما بقي العدد الآخر للقيام بمهام استطلاع وإسناد.

فضلا عن شراء العديد من العقارات تستخدم كمواقع للإيرانيين العاملين في العراق من مخابرات الحرس الثوري والميلشيات التابعة له.

العراق كان ولم يزل هو قلب الاستراتيجية الايرانية ومحور التوسع في المنطقة.

ايران تحاول ان تجعل العراق باي شكل من الاشكال جزء من الامتداد التاريخي والجغرافي والمذهبي لها ، على حسب تصوراتها المريضة انه احد الأقاليم الإيرانية وليس دولة مستقلة وما يؤكد ذالك تصريحات العديد من المسؤولين الايرانيين منهم ابو الحسن بني صدر أول رئيس ايراني بعد الثورة الايرانية الذي قال فيه أن العراق عبر التاريخ كان جزءاً من فارس، وأن أثار طاق كسري مازالت موجودة قرب بغداد حتي الآن، ومن ثم ما ذكره رئيس أركان الجيش الايراني فيروز آبادي بأن الخليج والمنطقة كانت دائماً ملكاً لإيران وأن نفط الخليج يقع في مناطق فارسية , وأخرها تصريحات علي يونسي مستشار الرئيس الايراني حسن روحاني حينما وصف بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية .

اذا العراق هو بوابة العبور والسيطرة على دول المنطقة العربية ولهذا نعطي الحق لدول الخليج لتخوفهم من التمدد الايراني وتوسعه في المنطقه والهدف اصبح واضحا ومعلنا للجميع .

وكان رهان الايرانيين لتحقيق هذه الاهداف من خلال استخدام شيعة المنطقة وكذلك المراهنة علي أن وجود الحوزة الدينية في النجف سيسهل من فرص اندماج وتبعية حوزة النجف إلي حوزة قم ، وبالتالي الاستفادة من نفوذها الديني في تصدير فتاوي وقرارات تخدم المصلحة الايرانية. (موسوعة ويكبيديا ) .

هذا مما بدا للعديد من المحللين والمراقبين للشأن العراقي أنَّ تعيين حسيني مجتبى بديلًا لآصفي الذي توفي الشهر الماضي ليس إلا صراع مرجعيات ومحاولات من إيران لعزل مرجعية السيستاني ومحاولة فرض مرجعية الوليّ الفقيه من جديد برجل من الطراز الأول في إيران، خصوصًا في ظلّ تصريحات لمسؤولين إيرانيين عن مدى تحكمهم في العاصمة بغداد

وهذا ما حصل بالفعل حينما اعلن مكتب المرشد الايراني علي خامنئي ، من تعيين مُجتبى الحسيني ، ممثلاً جديداً للمرشد في العراق ، وان مقره سيكون في النجف ، وتاتي هذه الخطوة في استمرار ايران على التدخل السافر في شؤون العراق ، ولاسيما سيطرتها على القرار السياسي فيه من خلال نفوذ المرجعية الشيعية التي تهئ لها لتكون بديلا بعد وفاة السيد السيستاني .

أهمية العراق الأمنية بالنسبة إلى إيران اصبحت اكثر اهمية بعد سيطرة داعش على اجزاء كبيرة في العراق كون العراق يلعب دور الحاجز لزود خطر هذا التنظيم عنها.

إيران حاليا على وشك الحصول على موافقة ضمنية من الولايات المتحدة على نفوذ إيراني في المنطقة ضمن صفقة حل البرنامج النووي الإيراني. خاصة بعد رفع الحصار الاقتصادي عنها وهذا ما اثار مخاوف خليجية من توسع إيراني قادم يمثل العراق نقطة انطلاق له.

اذن الولايات المتحدة من حيث تقصد او لم تقصد قد ساهمت بشكل اساسي في تعزيز القدرات الإيرانية في المنطقة العربية خاصة بعد قضاءها على منافسي إيران في الشرق (طالبان) وفي الغرب (صدام ).

هذا ناهيك عن الدور الاقتصادي الذي حققته ايران من خلال العراق , فقد شكل العراق الدور الاساسي لاقتصاد ايران وازهاره , حيث يستورد العراق 72% من مجموع السِّلع الإيرانية المحلية، كما يتلقى 72% من الخدمات الفنيَّة والهندسية لإيران.

فالاقتصاد الايراني ارتفع ربحه كثيرا بعد احداث داعش في العراق ، فالتنظيم الذي استطاع أن يُسيطر على مناطق كاملة من العراق ترك لإيران فرصة استحواذ على 17.5% من السوق العراقي ، مقارنةً بما قبل داعش حيث كانت النسبة 13% فقط .

ووفقًا لما ذكره الباحث تامر بدوي المتخصص في الشأن الايراني من ان طهران تستحوذ على 80% من منتجات الألبان والأغذية والسيراميك والأسمنت بالعراق، وهناك ما يتراوح بين 16 – 25 سلعة تحتكرها إيران في العراق.

مما فتح الباب على مصراعيه أمام التُّجَّار الإيرانيين . ناهيك عن مشاريع البنية التحتية في العراق. حيث يستحوذ مقاولون إيرانيون على النسبة الأكبر من مشروع إنشاء الوحدات السكنية في بغداد، ويبلغ عددها 2 مليون وحدة سكنية .

ووفقًا لبدوي سيبدأ العراق في الاعتماد بشكلٍ أكبر على إيران فيما يخصّ المشكلة التي يواجهها العراق في الكهرباء بعد توسُّع داعش، وفي ظل الاحتجاجات التي شهدها العراق بسبب أزمة انقطاع التيار الكهربائي؛ فمن المتوقع أن تزيد بغداد من تعاملاتها الإيرانية وأن تتعاقد معها على إنشاء مولدات كهرباء جديدة.

وأضافت التقارير أن ايران قامت بافتتاح العديد من المدارس في كل من البصرة وذي قار والنجف وكربلاء والتي وصل عددها إلى سبع مدارس وتدرس في مناهجها اللغة الفارسية والثقافة الإيرانية والفقه الشيعي حسب منهج ولاية الفقيه، وكل هذا كان بمباركة رئيس الوزراء نوري المالكي.

وحسب التقارير، تستهدف تلك المدارس الاحياء الفقيرة في العراق، في خطوة منها لاستغلال حالة الفقر التي يعيشها العراق .

وأكد أبادي في تصريحات صحفية على أثر افتتاح تلك المدارس، أن إيران لن تتوقف عن افتتاح المدارس، مشيرا أن أن المدرسة من ضمن 14 مدرسة موزعة في عدد من المحافظات العراقية، لافتًا إلى أن تكلفة مشروع بناء المدرسة بلغت مليار دينار عراقي.

لعلكم الان ادركتم لماذا ايران مستاءة من المتظاهرين العراقيين !