27 ديسمبر، 2024 5:49 ص

الى محافظ البصرة مع التحيات

الى محافظ البصرة مع التحيات

لطالما كانت البصرة ثغر العراق الباسم تئن من وقع ما جرى لها من سنين التاريخ العجاف ولطالما كانت ارضا لحروب جرت عليها ولطالما عانت من اهمال المسؤولين عن مجمل مقدرات العراق كبلد شامل وكامل غير مجزاء…وكان قدر البصرة ان تعطي بظاهر ترابها وبباطنه..معنويا وماديا..فكريا وثقافيا..تفتح ذراعيها مرحبا بسفن العراق وما جاء اليه عبر البحار وتخرج من احشائها ذهبا اسودا يمثل شريان الحياة للعالم اجمع وليس للعراق وحدة..يغذي العراق الى اقصى شماله الحبيب ويتلقى مبتسما وحاضنا لنهريه الخالدين بعد ان حوى كل مخلفات العراق ومن اقصى شماله الحبيب ايضا..
ولن ازيد القول على ما جرى للبصرة من احداث على مر التاريخ..لكني اكتفي سيدي المحافظ  بتذكيرك بالسنين العجاف التي مرت بها البصرة والعراق كافة نتيجة حرب الخليج الاولى…
لذلك سأدخل في الموضوع مباشرة…في الثامن والتاسع من شهر اكتوبر القادم سيعقد مؤتمرا لرجال الاعمال والشركات هنا في السويد وتحديدا في استكهولم في فندق الماريوت الحديث..وسيكون مشتركا مع الشركات ورجال الاعمال العراقيين ومما لاشك فيه فأن بعض الوزراء كهادي العامري ورئيس هيئة الاستثمار وغيرهم سيكون لهم حضورا واتمنى ان تكون انت احد المشاركين..سيكون المؤتمر تحت رعاية غرفة تجارة استكهولم وسيحشد له خيرة الشركات السويدية والمنسق العام للمؤتمر هي السفارة السويدية في بغداد…
الغاية من المؤتمر كما لايخفي عليكم ..هو محاولة ادخال الشركات السويدية الى سوق العمل العراقية وفتح افاق جديدة للخبرة السويدية التي مما لاشك فيه انها من الدول المتقدمة صناعيا واجتماعيا..ولآن السويدين اكتشفوا ان قسما كبيرا من العراقيين الذين استوطنوا هنا وحصلوا على جنسية البلد لهم خلفيات علمية ومهنية كبيرة فلذلك يتم العمل على توظيف تلك المهارات والخبرات وارسالها الى العراق تحت مظلة الشركات السويدية والعمل حسب المواصفات السويدية والتي لا يرقى عليها..ولا تقل لي صيني رخيص ولا كوري سهل..عليك بدول تهتم بالمواصفات العالمية لانها تعرف ان ورائها من يحاسبها…
والشركات السويدية حينما تعمل تراعي ..او تأخذ في الحسبان ثلاثة امور مهمة بالنسبة لهم…الاخلاص في اداء العمل ولو يأخذ وقتا اطول من غيرها لآن لديهم ستاندرت ومواصفات لايقبلون النزول عنها فالسمعة مهمة بالنسبة اليهم..ثانيا …الرأي العام الداخلي السويدي..ومن وراءه برلمان لايعرف كبير او صغير امام اي تقصيرفأي تلاعب في الاداء او اسغلال القدرة سيؤدي ذلك الى فضيحة داخلية مدوية وليس للشركات اي استعداد في الدخول في مواجهة مع هكذا نوع من الخصومة.. ثالثا..نظام ضريبي صارم ودقيق ومراقب بشكل لايعطي اى فرصة للتلاعب بالارقام وبالتالي لايمكن للشركات السويدية من تفقد رخصتها داخل السويد من اجل عيون العراق او غيره من الدول.
فلماذا لا ترمي محافظة البصرة بكل ثقلها في الشركات السويدية ؟؟..لماذا  لا تكون البصرة نموذجا لكل المحافظات الباقية..؟ لماذا لا تتم توأمة البصرة مع استكهولم؟؟ على سبيل المثال..اعطهم ارضا..واطلب منهم ستكهولم مصغرة..بكل شيى..بشوارعها والتخطيطات التي فيها..بما في ذلك خط العجلات الخاص..بالعلامات المرورية والعلامات الدالة على المناطق..بالمجارى الحديثة وبمحطات تنقيه المياة الثقيلة قبل رميها في البحر..بمحطات توليد الكهرباء اللازمة لانارة مثل هكذا حي..بمواقف الباصات..بالعمارات السكنية الحديثة الشاملة على مخزن اضافي لكل شقة تحت العمارة ..بمواقف السيارات وطريقة تحصيل المخالفات للذين لا يحترمون نظام المرور فيها.. بنظام دفع الرسوم المالية خلال ساعات العمل الرسميه لكل من يدخل هذا الحي من اجل توفير مداخيل لبلدية البصرة او لبلدية هذا الحي السويدي الخاص من اجل الاستمرار في ادامة الخدمات الضرورية..بتخطيط الشوارع وتشجيرها وجعل شوارع معينة بذاتها خالية من العربات..فقط للمشاة وعلى اليمين والشمال ترى فقط المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي..بمراكز تسويق مهولة مكيفة وبها ادارات تنظم عملية الايجار وترتيب المحلات فيها..بتنظيم الامور الصحية في هذا الحي وجعله نموذجا يحتذى به..بجعل مستوصفات على غرار ما موجود هنا في استكهولم من نظام وعناية ورعاية ودقة بالماعيد وسهولة الاتصال بالمستشفيات والارشيف الالكتروني الكامل..بكامل نضامها الضريبي الصارم والذي يوفر مداخيل مالية مهمه يتم صرفها لاحقا في امكنتها الصحيحة..بنظام العمل الذي فيها ثماني ساعات عمل كامله مع اضافة ساعة للغداء مما يزيد من انتاجيه العامل والموظف ويساعد هذا النظام الطويل نوعا ما على خلق فرص عمل  اضافية في الجانب الخدمي من مطاعم وشركات تنظيف ومواصلات ومقاهي وطرق ووسائل اتصال لم تكن موجودة اصلا..بكل شيء سيدي المحافظ فلا يمكنني سرد كل ما موجود في استكهولم…استكهولم صغيرة في البصرة….
ان ما صرف وسيصرف على البصرة والله لو تم صرف ربعه في مكانه الصحيح لرأينا البصرة جنه..
اخي سيادة المحافظ..سيدي المحافظ..استاذي العزيز..اختر ما شئت لآناديك به…لاتهتم لما سيحدث بعدك..ان بقيت في منصبك ام لن تبقى فهذا مشروع للناس وستبقى الذكرى خالدة عند الناس مثلما الناس لم تنسى الزعيم عبد الكريم قاسم..في حي الاسكان ودور السود والحي العربي  وكلها في بغداد. وأستعن بالسفارة العراقية في استكهولم من اجل ترتيب لقاء مع الجالية العراقية ممن يحملون شهادات في اختصاصات علمية..كالاطباء والمهندسين واساتذة الجامعة من اصحاب الخبرة العلمية..واطلب منهم دراسات وبحوث عن كيفية الاستفادة من الشركات السويدية خدمة للبصرة…وركز سيادة المحافظ على البصرة فقط ..فلكل محافظة عراقية لديها شخص اخر مثلك وبأمكانه العمل كما تعمل انت..فدعهم يرونك وليعمل ورائك من اراد الخير للناس وليس بالضرورة بالاعتماد على نفس الشركات السويدية فأوروبا لها نفس النظام وبدرجات متفاوتة تختلف في التطبيق والعمل والمراقبة ولكن لاضير لكل من اراد الخير للناس ان يسعى بصدق وأمانة. ستواجهك عقبات متمثلة بالاحزاب الحاكمة والمؤثرة في البصرة والكل يسعى لحصته,,,,فلا تكترث لهم ,,,, واعمل ماتراه صحيحا ولا تخاف في الله لومة لائم..واعلم ان الامام علي (ع) قال…قُرنت الهيبة بالخيبة والحياء بالحرمان والفرصة تمر مر السحاب فأنتهزوا فرص الخير..انتهى الحديث..معناه من تهيب أمرا خاب عن ادراكه ومن افرط به الحياء والخجل من شيىء حُرم منه. واتمنى ان اكون وصلت اليك فكرة الحديث وانت اعلم مني.
ولن ازيد على القول ان البصرة تستاهل منك اكثر مما هو موجود الان ومستقبل العراق مرهون بتطور البصرة في كل ميادين الحياة بداء من البشر انفسهم اولا فأعمل لدنياك كأنك تعيش ابد ولآخرتك كأنك تموت غدا..
واليك العنوانين السويديه التي تهمك.
www.exportradet.se
www.handelskammaren.se
وبريدي الالكتروني ان تطلب الامر مساعدة من اي نوع.
[email protected]