27 ديسمبر، 2024 2:44 ص

لا اعرف لماذا يقرعون الطبول ويرقصون الجوبي !                                                

  للعودة طعم لا يستسيغه الكثيرون…..                                                                 

 للعودة طعم يتحدث عنه المحبون بعبرات مخنوقة…..                                                

وللعودة طعم يتربص به المتربصون شامتون محرضون ومهبطي همم من عاد ومن لم يعد …   
  لم تعد للفرحة طبول وناي وصوت شجي يدغدغ مشاعر المحرومين المهزومين العائدين , بل   للعودة برامج وخطط يجب العمل على تطبيقها , للعودة فهم الدروس ,للعودة ترك نموذج القائد والزعيم المتمثل بالعباءة والعقال والعمامة والبدل الأنيقة , للعودة خيار وحيد لا يمكن القفز  والتجاوز عليه  وهو الانقياد والسير وراء التفكير العميق والتخطيط السليم  وتطبيق وتنفيذ الخطط  الإستراتيجية و البرامج التنموية  .   من منكم أيها الفلوجيون فهمَ الدرس جيداً؟؟ ومن منكم من لم يزل يشك بأن الدرس صعب ويحتاج إلى شرح أكثر ؟                                                                             الكل من العائدون والغائبون فهموا وأصبحوا يقيناً يعونَ أسباب نكساتهم وهزائمهم الفكرية والعقائدية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية .                                                                الثالوث المقدس الذي خيمً علينا وركضنا خلفهُ مصدقين أكاذيبهُ وخزعبلاتهُ  . للأسف إنهم مختبئون في زوايا الفلوجة  ودرابينها ومساجدها المهدمة والباقية, سينقضون من جديد ويقولون نحن المنقذون  ,نحن من (طرد) داعش , ونحن من جلبَ الماء والكهرباء  ونظفَ الطرقات ! ونحن من (طرد) العصائب والنجباء من مساجد وجوامع وشوارع الفلوجة وجسر المصطفى الجديد وأخيرا نحن من  أًمنً العودة لكم بالمستطاع .                                                                     

وان يكن… لكن لا يمكن من جديد أن تكونوا الحكماء والنصحاء  وقادة الضعفاء الأقوياء المهزومين المزكومين بفايروساتكم وجراثيمكم . جُربتم بما فيه الكفاية ونَهبتم وسَلبتم بما فيه الكفاية وفشَلتم في التنمية والتعليم والصحة والخدمات وفسادكم تَغلب على النزاهة والقضاء . بأي حق يَقبل بكم من نَزحَ وهُجروجاعَ ووقفَ طويلاَ على بوابات الجسور ونقاط التفتيش والاقامات.                    

  لا تجعلوا الفرق شكلياً وصورياً كما في العود السابق بل دعوه هذه المرة يكون أكثر جرأتاً وأكثر قوتاً وصلا بتاً , فالانطلاقةِ عادتاً ما تكون أكثر قوة وثقة عندما تكون البداية من الصفر,هاهي مدننا مصفرة مجردة من كل شيء إلا من توفيق الله والعقول المدبرة وانطلاق المبادرة , دعونا نحول الركام إلى لبنات بناء نبني بها ونكتب الدروس المتعلمة وأسماءنا وتاريخ انطلاقتنا على كل لبنة من لبنات الفلوجة الجديدة لكي يقرأها كل مارٍ و زائر للفلوجة . ولكي لا ننسى الماضي وهزائمه ونكساته فليكن هناك شاحن مستمر لذاكرتنا, فلنستغل كل شيء يذكرنا ويعلمنا من الدروس المتعلمة, أطبعوا على قمصاننا وحافلاتنا وجدراننا وصفحاتنا الافتراضية الالكترونية كل المفردات والمصطلحات والرموز والرسوم التي تشير و تفضح الإرهاب والزعامات الفاسدة والفاشلة التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن, إنها الفرصة المناسبة لكي نكون أصحاب حضارة وتنمية وثقافة , لقد بانت السماء وانجلى سحابها وترابها ودخانها وها نحن نقف وننظر في مركز الشمس نبصر شعاعها وقوة سطوعها , سوف لن تحرقنا أشعة الشمس لكنها ستسيل عرقنا وتُتعبنا وربما تصعقنا إلى أن نصل إلى دار الأمان والسلام والنهضة.