27 ديسمبر، 2024 6:49 ص

الصغار قد يعلمّون الكِبار ..!!

الصغار قد يعلمّون الكِبار ..!!

-1-
لا نذيع سراً اذا قلنا :
انّ المرض الخبيث عابرٌ للأعمار والأقطار والمذاهب والأديان والقوميات..!!
انه توأم الموت الذي يتساوى فيه الناس جميعاً دون استثناء …
-2-
 
(والسرطان) هو أخطر الأمراض الفتّاكة الشائعة في الألفية الثانية ، وهو داء خطير لم يفلح الطب حتى الآن بايجاد العلاج المناسب لدرء أخطاره وأوضاره …
نسأله تعالى ان يمن على المصابين بهذا الداء بالشفاء والعافية ، ويمن على جميع المرضى بالبرء والسلامة …
-3-
 
لقد قرأت خبراً مثيرا دعاني الى كتابة هذه السطور ولقد تضمن الخبر قصة فتى أصيب بهذا المرض وبوشر باعطائه الجرعات الكيميائية المعروفة بشدة تأثيرتها ، بحيث أنها تُسقط حتى شعر الرأس ، وسقوط الشعر له مردوداته السلبية الكبيرة على الانسان المصاب فتتلاطمُ أمواج الاكتئاب في نفسه ويغمره الإحساس بالضيق والحرج والقلق وتختفي عنه كل معاني الانبساط والانشراح …
 
-4-
 
لقد فكرّ الصغار – من زملاء هذا الفتى – في طريقة عملية يواسونه بها مواساةً تُدخل السرور الى قلبه … وترفعُ عنه شيئا من تلك الاحاسيس المرهقة ، فماذا صنعوا ؟
لقد عمدوا جميعا الى حلق رؤوسهم ليكونوا مِثْله تماماً وهكذا كان …
-5-
 
واذا كانت العادة أنْ يتعلم الصغار من الكبار فانها هنا قد انخرمتْ وتحوّل (الصغار) الى روّاد يعلمّون (الكبار) فن التعامل الانساني ، ومحاسن الشعور بآلام الآخرين والمبادرة الى تخفيف ما يعانونه
-6-
 
إنّ هؤلاء الفتية الأطياب يستحقون منا الشكر الجزيل والثناء الجميل على حسن مواساتهم لزميلهم وسيدخلهم عملهم هذا أبواب التاريخ .
-7-
 
والسؤال الآن :
لماذا ينشغل الكثير من الزملاء الكبار بايقاع زملائهم في المطبّات ويرسمون الخطط النكراء لايذائهم وربما للتخلص منهم، وتغيب عنهم حتى فكرة التعايش السلمي معهم ؟
أليست تلك أهم سمات الحقارة والدناءة والبعد عن مكارم الأخلاق ؟
 
-8-
 
انّ الانسان بموقفه وعمله وممارساته لا بادعاءاته ومكابراته …
ومن هنا فقد فاق الصغار الكبار وأثبتوا أنهم من ذوي المروءات العالية والنفوس الشريفة الصافية .