27 ديسمبر، 2024 6:29 ص

الثورات العالمية وثورة الشباب العراقي

الثورات العالمية وثورة الشباب العراقي

الثورات عند جميع شعوب الأرض تنفجر بوجه الطغاة والعملاء والخونة وأنظمتها الأستبدادية للتغير وقلب أنظمتها الأرهابية لتأسيس دولة االشعب , ووطن يحترم به المواطن في وطنه , ويعيش جميع ابناء شعبه على ثروات بلده وخيراته . لم نعرف كلّ تأريخ الشعوب الحرّة والثائرة , من انّ هناك ثورة أو انتفاضة سلمية !ّ ولم نسمع انّ هنالك ثورة أو انتفاضة في العالم تنثر الورود , وترفع أغصان الزيتون لقتلتها او على من خان وطنها وسرق قوت شعبها .
لا يتفق تعريف السلميّة مع الثورات أو انتفاضات الشعوب , هذا تعريف يستحمر الشعب وقواه الثورية , ومن يطلقه قد يكون هو من ساهم في خراب العراق وشعبه الى تأسيس النظام الرجعي الأسلامي الصفوي في العراق . الثورة , والثورات الشعبية والوطنية أهدافها أن تقتلع كيان الظالمين والخونة والعملاء, ولا تسمح لهم التنفس لبرهة أو حتى أعداد نفسهم للفرار من نقمة الشعب وطموحه في وضعهم جميعا أمام محكمة الشعب والقصاص منهم وأنزال أقسى العقوبات الوطنية بحقّهم . لاقيمة لأي ثورة أن تمّ برمجتها مع من تثور عليهم …. هذه مخازي ومهزلة وليست ثورة, او حتى انتفاضة .
لم تكن الثورة الفرنسية تتوسل أحدهم , ولم تكن الثورة ضد القيصر في روسيا تتقرب الى كيانهم , ولم يسأل شعب رومانيا عند ثورته واعدام شاوشيسكو وزوجته واسطة بعضهم .. ولم تكن الثورة الصينية عقدت حلفا مع بعضهم .. ولم يسأل السيد الخميني نفسه عندما ثار على نظام الشاه فرصة للحوار معه ؟!
كل ثورات العالم تقوم على سحق الأنظمة القمعية الأرهابية لشعوبها , وهذه الشعوب الثائرة لاتسمح لتدخل العملاء والخونة في مصيرها . الثورة , والثورات عملها كنس القتلة والمجرمين الى العملاء والطغاة والمستبدين , وليس فتح الحوار معهم الى منحهم فرصة لأعادة جبروتهم وسلطتهم الفاشية القمعيّة ضدّ الشباب الوطني العراقي الثائر.
سقط من الشعب العراقي في ظلّ حكومة الخونة والعملاء في المنطقة الخضراء أكثر من مليون شهيد عراقي الى أكثر من خمسة مليون عراقي مهجر الى أكثر من ضعفهم في داخل العراق وخارجه … وقد سرق هؤلاء اللصوص من اموال الشعب العراقي أكثر من ترليون دولار ونصف من قوت الشعب العراقي , وقد سرقت الأحزاب الأرهابية الأسلامية الشيعية مع الأحزاب الكردية المحتلة لشمال العراق معظم أموال الشعب العراقي, الى جميع عقارات الدولة العراقية لحساب دولة الولي الفقيه في ايران … وما زالت أحزاب الأحتلال الصفوي الصيهوني تمارس عنجهيّة وقمع وارهاب غيرمسبوق ضدّ ثورة الشباب العراقي , هذا الشباب الذي يتطلع الى حريته ومصيره, الى مستقبل عراقي يخلوا من العملاء والمجرمين وقطاع الطرق والعصابات الارهابية, الى بلد يتحرر من الأرهاب والمليشيات الى العصابات التي أقرتها مرجعياتهم الأعجمية في قمّ وطهران .
السلميّة للثورة أو الأنتفاضة قد أشاعه من يشترك في احتلال العراق وأنتهاك ثرواته وقوت شعبه, الى كيانه ومصيره.. ليس هنالك تعريف للثورة في كلّ ادبيّات الشعوب الحرّة والثائرة , غير معنى واحد , هو كنس الثورة أو الانتفاضة للأنظمة الفاسدة …. نعم قد يكون كفاح غاندي أو نيلسون مانديلا قاما بكفاح سلمي ضدّ الاحتلال البريطاني او نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا… الوضع في العراق يختلف عن الهند وغاندي , وهو ايضا يختلف عن وضع جنوب افريقيا في العراق.(( ويا ريت مصابنا مع الأنكليز الذي تعامل معهم غاندي ونيلسون مانديلا )) العراق ليس فيه حكومة وطنية , وليس فيه جيش عراقي وطني كما هو الوضع في مصر او الجزائر او حتى السودان , نحن جيشنا بعد الأحتلال الأمريكي تحول الى جيش طائفي عنصري فاشل , جيشنا مجموعه من قادة العصابات الأرهابية التي دمجتها الأحزاب الموالية لأيران , كلّ أهداف هذا الجيش العرمرم هو افساد افراد القوات المسلحة , وجعلهم رعاع يلطمون على خيبتهم في انتمائهم له . ولم تكتف الأحزاب الايرانية في المنطقة الخضراء بهذه الكارثة للجيش العراقي حتى جائت بجيش رديف لهم يدعى بالحشد الشعبي , يقبض من خزينة العراق وولائه الى ايران , ومثله جيش بيشمركة الأكراد يقبض من الدولة العراقية وبنادقهم موجه الى كلّ ما هو عراقي , والكردي والبيشمركة لايعترفون بالعراق ولا بالوطن العراق حتى لو منحتهم البصرة وثرواتها بأجمعها .
الزعيم الكوبي فيدل كاسترو دخل الى بلده بزوارق معدودة ليثورعلى نظام الارهاب والعمالة في وطنه .. عند وصول الزعيم كاسترو على مشارف حزيرته استطفّ جميع الشعب الكوبي حوله , ولم يمنح الزعيم الكوبي فرصة للعميل الامريكي ان يتفس أو يعدّ نفسه له , وانتصرت الثورة في الجزيرة الكوبية , ومازالت الثورة الكوبية واحدة من أعظم ثورات الشعوب الحرّة ضدّ الخونة والعملاء واللصوص والسراق الى رجال الدين وسراق المال العام .
عندما ثار الشباب العراقي في الأول من تشرين , وعندما شاهد العملاء والخونة في المنطقة الخضراء حجم الثورة وامتدادها في العراق الثائر , حزّم جميعهم حقائبه للهرب الى من حيث أتوا وجائوا , وكانت قبلهم عوائلهم سبقتهم الى الاردن والى ابو ظبي ودبي وقم وانقرة وعمّان ولندن وبعض المدن الامريكية والكندية والاسكندنافية …. كانت الثورة تستمدّ عنفوانها من الشباب الثائر ونقمته على الطبقة الرجعية العميلة الحاكمة من المنقطة الخضراء …. دخول بعضهم , وخاصة المرجعيات الدينية الى بعض من حققّ مكاسب عظمى وكبيرة من خلال نظام الحكم الفاسد هو من اشاع بين الشباب مشروع السلمية في الثورة او انتفاضة الشباب العراقي . هم وحدهم الفاسدون والرجعيون من خلق , او صنع شعار السلميّة للثورة , والثورات الى الانتفاضات ليس فيها سلم او تعاطف مع من قتل الشعب وسرق ثوراته واهان كرامته وقسّم وطنه .
لاينسى ابناء الشعب العراقي دماء ابنائهم الثوار في البصرة والناصرية والنجف وكربلاء والسماوة والكوت والحلة والعمارة والديوانية, وقبل كلّ هذا شهداء ثورة بغداد في ساحة التحرير . يخطأ كثيرا من يظنّ انّ الشعب العراقي سينسى دماء ابنائه التي سفكها حزب هادي العامري او عمار الحكيم او قيس الخزعلي او كتائب القتلة في العراق المستباح … العراقي , وكما هو معروف عنه لاينسى ثأره حتى لو بعد قرن من الزمان .