27 ديسمبر، 2024 2:53 ص

الارهاب ليس له دين ولا وطن‎

الارهاب ليس له دين ولا وطن‎

منذ بداية الخلق كان لسيدنا ادم كما تواردت الروايات ولدان قابيل وهابيل وكان هابيل انسان مسالم وتقي يخاف الله ولكن لم تشفع له هذه  بالنجاة من بطش اخيه قابيل الذي لم يرتاح له بال الا بالقضاء عليه والذي كان يعتقد ان الدنيا لا تزهو له الا بالخلاص منه وكان هذا الارهاب الاول في تاريخ البشرية ان الارهاب لم يكن صناعة عربية او اسلامية وانما هو ذو صفة عالمية بدأ من نشوء البشرية ولازلنا نعيش اجوائه تحت مسميات مختلفة والغريب في الامر ان اي عمليه ارهابية ينفذها عربي او مسلم تقوم الدنيا ولا تقعد ولكن حينما يشن الامريكان او الغربيون العدوان على الشعوب الامنة والمسالمة فهم ينشرون الحرية والديمقراطية والعدالة والتاريخ مليء بالممارسات الارهابية التي نفذها الامريكان والغربيون بدأ من  الحروب الصليبية التي امتدت مابين القرن 11 – 14 حينما كانت الحملات بقيادة ملوك اوربا وممارسة القتل والنهب والحرق لممتلكات السكان الاصليين بحجة الدفاع عن الاماكن المقدسة ومرورا بمحاكم التفتيش السيئة الصيت  في اسبانيا يقول الدكتور غوستاف لوبون في كتابه ( حضارة العرب ) عن محاكم التفتيش يستحيل علينا ان نقرأ دون ان ترتعد فرائصنا من قصص التعذيب والاضطهاد التي قام بها المسيحيون المنتصرين على المسلمين المهزومين فلقد عمدوهم عنوة وسلموهم لدواوين التفتيش التي احرقت منهم ما استطاعت من الجموع واقترح القس ( بليدا ) قطع رؤوس كل العرب دون استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية بعد بما في ذلك النساء والاطفال وهكذا تم طرد ثلاثة ملايين عربي وكان الراهب بليدا قد قتل في قافلة واحدة للمهاجرين متجهة الى افريقيا قرابة مئة الف في كمائن نصبها مع اتباعه كما طالب بقتل جميع العرب في اسبانيا بما فيهم المتنصرين وحجته ان من المستحيل التفريق بين الصادقين والكاذبين فرأى ان يقتلوا جميعا بحد السيف ثم يحكم الرب بينهم في الحياة الاخرى , لقد شنت فرنسا عشرات الحروب على دول العالم وخصوصا بلادنا العربية فكانت بلاد الشام مسرحا لقتل الوطنيين الاحرار في سوريا كما احتلت مصر وتونس والمغرب والجزائر التي دفعت مليون شهيد ضريبة الدفاع عن الهوية القومية والانتماء العربي الاسلامي وكذا ايطاليا مافعلته في ليبيا اما بريطانيا العظمى الامبراطورية التي لا تغرب الشمس عنها  فقد مدت اذرعها في كل قارات العالم ومصت دماء تلك الشعوب بلا رحمة وامريكيا سيدة العالم المتحضر التي القت قنبلتين ذرية على هوريشيما ونكزاكي ولم تكن اليابان قد رمت امريكيا باسلحة الدمار الشامل هؤلاء المهاجرين من اوربا ذوي الخلفيات الاجرامية كانت اول افعالهم الاجرامية والارهابية قتل السكان الاصليين لامريكيا الشمالية والمسالمين والذين لا يعرفون استعمال اي سلاح ناري وكانت حروبها العدوانية على الشعوب الاخرى بلا سبب سوى الاطماع وفرض السيطرة على الشعوب الاخرى بدون اي مسوغ اخلاقي او قانوني فكانت الحرب على فيتنام وكمبوديا وكوريا والصومال وجرينادا ولاؤوس والصومال وافغانستان وحربين تدميرتين على العراق في 1991 و2003 لم تبقي ولم تذر ودمروا حضارة تمتد الى سبعة الاف سنه وسرقوا الاثار وقتلوا العلماء ونشروا الفوضى وفرقوا العباد وانهكوا البلاد لقد تغاضى الغرب الحضاري عن جرائم العصابات الصهيونية الهاغانا والبالماخ وهاشومير والارغون وشتيرن ونيللي وغيرها من القوات النظامية الاسرائيلية وما فعلته بالسكان الاصليين لفلسطين العربية من جرائم يندى لها جبين الانسانية ,ولا تزال شعوب العالم لاتفارق مخيلتها جرائم النازية والفاشية والفرانكوية  اما القاعدة فلا تستطيع الولايات الامريكية المتحدة ان تتنكر من انها هي التي صنعتها ومايجري اليوم في العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان ومصر وغدا في الكويت والاردن ولبنان والسعودية والبحرين وغيرها لم يتعدى ان يكون سيناريو اعد لتمزيق شعوب هذه البلدان واضعافها والا ما هو السر في قوة داعش والمليشيات التي تتسلح باحدث الاسلحة والمعدات ومن هو الممول لها وهل عجزت المخابرات الامريكية والغربية ان تقطع دابر تلك الجماعات الا تستطيع الجهات التي خططت لقتل الفنانة العراقية المرحومة ليلى العطار على سرير نومها وبكل دقة  ان تنهي تلك العصابات ؟؟ حدثني صديق لي كان يعمل في جهاز المخابرات العراقي قال حين كانت تأتي فرق التفتيش الى دوائرنا تعرف كل شيء عن الملفات واماكن خزنها حتى يصيبنا العجب حينما نراهم يسبقوننا الى المكان الذي يريدون الاطلاع عليه ان الارهاب كان ولايزال في بلدانهم ولقد سبقنا الجيش الجمهوري الايرلندي في تفخيخ السيارات والخطف والقتل ومنظمات اخرى  كمنظمة ايتا والمافيات في ايطاليا وبايدر ماينهوف والعشرات من المنظمات الارهابية المنتشرة في كل بقاع العالم وحسب عائديتها للدول التي تدير شؤونها فلا العرب مسؤولون عن الارهاب ولا المسلمين بكافة طوائفهم والمسؤول من يجند امثال هؤلاء للاعمال الاجرامية وقتل الابرياء ان في الوسط الاوربي والامريكي اناس يدافعون عن المسلمين والعرب بقوة اشد من الكثيرين ممن يدعون الاسلام والانتماء للعرب كما في عراقنا الاكثرية الساحقة الصامته التي تجري عليها عمليات التهجير والتصفية الجسدية ومن كل الاطياف فيها اليساري والعلماني واليميني والمتطرف فليس من الشرف والانصاف تعميم الارهاب على هذه الطائفة او تلك لقد قتلت القاعدة المئات من علماء الدين السنة الذين لم يوافقوا على منهج القاعدة كما تم ابادة جماعية للعشائر التي ترفض مبايعة القاعدة او داعش في المناطق الساخنة كذلك يجري الاقتتال بين المليشيات الاخرى تنفيذا لتوجيهات من يدعمها في المال والسلاح ان ثقافة الموت وحوار الدم لاتبني اوطان ولا تسعد شعوب وان من يحمل القليل من الغيرة على وطنه وشعبه عليه ان يشيع المحبة والتاّلف بين الناس ويدع الغلو للدين او الطائفة او القوم فقد كفانا ما لقينا من عذابات وغربة وسجون وموت وليكن مواطننا السيد في بلاده دون تمييز او اضطهاد ومن اجل ان نلحق بالركب العالمي للانسانية ونفخر بقواتنا المسلحة حامية الوطن وعلمائنا ومفكرينا الذين يملأون الارض ووطننا يعاني التخلف والحرمان وفقدان الامان والجوع والعراء من اجل حفنة تعبد الدولار عاش العراق حرا مستقلا والخلود لشهداء الوطن والموت لكل من يسعى الى تخريب وطننا وشعبنا.