23 ديسمبر، 2024 4:32 ص

Trump”” مجرم أم ضحية …؟

Trump”” مجرم أم ضحية …؟

بعد مخاض سياسي عسير، وضعت صناديق الإقتراع الأميركية، مولودها الجديد” Donald Trum” رجل الإقتصاد الجمهوري، والذي قَدرت مجلة “ثوربس” ثروته عام 2015 بــ (4) مليار دولار، ليكون رئيساً للولايات المتحدة الأميركية الـ (36)، وزعيماً لقوى التحالف الدولي بقيادة أمريكية، في ضل وجود تحالفات دولية أُخرى تقودها روسيا، كقوة عظمى، ولاعب أساسي في منطقة الشرق الأوسط، أتصف ترامب بحدية خطابه دون جديته! فهو أما متسرع بعض الشيء! أو إنه يواجه ضغوط كبيرة، للتراجع عن ما يصدر منه.
هنالك من يرى السياسة الأميركية ثابتة، لا تخضع للمتغيرات الحادة، إلا فيما إذا كانت هنالك متغير طارئ لدرجة الإنعطاف، الإنتخابات الأميركية لم تأخذ رواجها في الفضاء الدولي والعربي، لوحظ في إستفتاء أجرته إحدى القنوات العربية، ونشرته العديد من وسائل الأعلام تصريح مكرر”لا يشكل فوز أحد المرشحين الأميركيين، فارق كبير في ظل السياسة الأميركية الثابتة” بمعنى “إنتخاب رئيس أميركي جديد، يعني تهيئة موظف أخر يطبق أسس السياسة الأميركية على الواقع، ولا فرق أن يكون جمهوري أو ديمقراطي! ما دام هو ملتزم بما كُلف به”
التصريحات التي شغلت الرأي ألدولي، من قبل المرشحين الأميركيين، لا تخرج عن إطار الوسيلة أو الغاية، التي تستخدم للوصول الى البيت الأبيض، وسرعان ما تُرحل حقائب الرجل الأسود “أوباما”، ليحل محل خزانته الرجل الأبيض “ترامب”، ستجد إن كل شيء قد حل محله، ثم ينشغل الأعلام بتسليط الأضواء على أن الرئيس “أوباما” لا يكثر شرب القهوة لتخوفه من إزدياد سمرة بشرته، عكس الرئيس الجديد الذي لا يبالي، لأنه أبيض اللون.
البرنامج الإنتخابي، لا يصمد أمام البرنامج السياسي الأميركي المُعد مسبقاً، وهذا الشيء الذي لا يركز عليه المتابعين، ولا يسلط الإعلام وسائله بإتجاهه، وسنسلط الضوء هنا على أهم الوعود الانتخابية، والتي أطلقها الرئيس “ترامب” وتنصل عنها فيما بعد:-1- العدول عن إلغاء برنامج التأمين الصحي (أوباما كير)، بعدما إنتقده ووعد بإلغاءه مسبقاً!
2- تخليه عن رغبته بسجن منافسه (هيلاري كلينتون) بسبب إستخدامها بريدها الألكتروني مؤخراً.
3- تراجعه عن الجدار مع المكسيك، بعد تصريحه بأنها سبب الهجرة الغير شرعية وتهريب المخدارات.
4- عدم إجابته على سؤال، وجه له مؤخراً حول منع هجرة المسلمين ودخولهم لأميركا!
5- إدعاءه بتحريف خطابه حول المنتوجات الصينية، وانه لم يقصد فرض ضرائب تصل الى 45%.
6- تراجعه عن موقفه من الاتفاق النووي الإيراني، وقال إنه سيعيد النظر به فقط.
7- تغير موقفه عن فرض رسوم على كوريا الشمالية وغيرها، مقابل حمايتها.
8- تخليه عن موقفه في عقوبة الإيهام بالغرق، إذ صرح “رئيس لجنة الإستخبارات في مجلس النواب الجمهوري” بأنه كلام حملة انتخابية ليس إلا.
في الوقت الذي تمكن فيه “الحزب الديمقراطي” من حكم الولايات المتحدة، مالك أكبر مصانع الأسلحة العالمية، تجد الحروب أخذت ريعها ونصيبها خاصة في البلدان العربية والإسلامية، أما اليوم وبعدما تمكن “الحزب الجمهوري” من مسك زمام السلطة، مالك أكبر شركات التصدير والإستيراد والاقتصاد، ماذا سيخبئ الجمهوريين للعالم؟ على النطاق السياسي الاقتصادي، وهل ستكون هنالك متغيرات على ملامح وجه السياسة الأميركية تشمل الثوابت؟ لتكذب مزاعم التكهن والإستقراء السياسي، الجازم بعد تغيرها، وحتى لا يصل الجميع الى ما وصل اليه ترامب، من التراجع بالقرار والتصريح، سنترك الايام هي من تجيب على تلكم الأسئلة.